: يعالج هذا المقال ظاهرة الاختصار الملحوظة في النحو العربي - مستعرضا أسبابها وصورها وشواهدها – هذه الظاهرة التي تعبر بوضوح عن طبيعة اللغة العربية الميالة إلى الإيجاز في بلاغتها، والى الاختصار في نحوها وصرفها مما يؤكد قدرتها على التعبير عن المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة ،وبهذا الاختصار تكون قد وفرت على المتكلم والسامع الوقت والجهد على حد سواء، فلا المتكلم ضيع وقته وأتعب نفسه أثناء عملية الإفهام ، ولا السامع أرهق سمعه وأعصابه وحواسه بما لا يفيد أثناء عملية الفهم.وكل هذا من اجل تحقيق تواصل تخاطبي ناجح في مقامات معينة ، وسياقات محددة. وبعد هذا يمكن لنا أن نطرح الأسئلة الآتية : ما مفهوم الاختصار ؟ وما أسبابه ؟ وما وسائله ؟ وما مظاهره وصوره ؟ وما دوره في التواصل وأهميته ؟ والنتيجة أن الاختصار في النحو العربي ظاهرة ملحوظة بصورها وأشكالها، جرت على ألسنة العرب في كلامهم، يتوسل إليها بالحذف والنحت والاستغناء، وتتجلى في أبواب نحوية متعددة.