لفهم الوضع السائد من الممارسات في أي مجتمع، من الضروري تناول مفهوم الايدولوجيا، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالإطار الفكري والتوجه الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، أو الثقافي بصفة عامة هذا الذي يتحول إلى ممارسات تتجسد في الواقع الاجتماعي المعاش في التفاعل المباشر وغير المباشر بين الأفراد، والجماعات، لأن الأفكار لا تبقى في إطارها الفكري النظري، إنما تتحول إلى أفعال مادية ملموسة (التحكم في وسائل الإنتاج المادية يؤدي إلى التحكم في وسائل الإنتاج العقلية)، كما أن حالة الفوضى في الأفكار، والمبادئ، والقيم أو ما يعرف بالُّلْبس في الهوية تنتج الفوضى المجتمعية، ليس المجتمع الجزائري بمنأى عن هذا التحليل المختصر؛ لاعتبار مهم، وجوهري يتمثل في مشروع بناء الدولة الجزائرية بعد الاستقلال، هذا المشروع الذي انتهج القائمون عليه خيارات إيديولوجية تحت غطاء ديني، قومي، اقتصادي، وبالتالي: كيف تعامل التوجه الإيديولوجي بعد الاستقلال مع الخصوصية الثقافية للمجتمع الجزائري؟.