العروض المسرحية و إواليات التلقي
Loading...
Date
2017
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila
Abstract
لا شك أن قضية التطهير التي أثارها أرسطو كانت أولى النظرات التي تحدد علاقة المتلقي بالعرض المسرحي ،
فالمتفرج يتنقل إلى مكان العرض و هو يعلم يقينا أن ما يعرض عليه مجرد تمثيل و لكنه مع ذلك يتوهم زمن
العرض المسرحي أن الأحداث التي يراها حية واقعية فيتأثر بها و لو لمدة يسيرة .
و هكذا يتضح لنا أن جوهر وجود المسرح و ركيزته الأساسية هي الوهم أي إيهام المتفرج بحقيقة العرض ، و إلا
التي تعني اللعب بالشيء ، كما illudére من الكلمة اللاتنية illusion لما كانت العروض أصلا ، و أصل الإيهام
مما يدل أن العروض المسرحية لعبة يتقنها الممثلون و يشاركهم فيها المتفرج play أن الأنجليز يسمون المسرحية
( ، و بهذا تكون وظيفة المسرح اللعب بفكرة إيهام الحضور بحقيقة الأحداث ، و إلا لن يدخل الجمهور المسرح ( 1
لقد لوحظ فعلا أن الجمهور يصل إلى حالة من الانفعال يتجسد على صورة البكاء و الخوف في التراجيديا و كذلك
الضحك في الملهاة الكوميدية ، و قد حدث أن تأثر المتفرجون و أذرفوا الدموع الغزيرة بعد مشاهدتهم مسرحية "
فتح ميليتيوس " لفرونيخوس لأنها ذكرتهم باستيلاء الفرس على المدينة و عدم قدرة الآثينيين على حماية ميليتيوس ،
و بعد العرض فرضوا غرامة مالية على الشاعر و منعوا إعادة المسرحية .
إن علاقة المتفرج بالعرض المسرحي لا زالت إلى يومنا محل دراسة الباحثين لتحديد طبيعة العروض و موقف
المتلقي منها .
و لكن هل كان المسرح اليوناني يعتمد الإيهام بصفة تامة أم كان يدعو إلى التباعد بين الواقعة المسرحية و بين
الواقع الحقيقي الذي يعيشه المتفرج ؟