تمظهرات العقل العربي في فكر محمد عابد الجابري
dc.contributor.author | ربيعة, بوضياف | |
dc.date.accessioned | 2019-10-01T08:32:50Z | |
dc.date.available | 2019-10-01T08:32:50Z | |
dc.date.issued | 2019-06-24 | |
dc.description.abstract | شهدت الثقافة العربية الإسلامية حراكا فكريا انطلقت إشعاعاته منذ منتصف القرن العشرين وقد تمثل ذلك الحراك في بلورة العديد من المفكرين والباحثين لمشاريع فكرية ورغم أن هدفها كان مشتركا و تمثل في كيفية تحقيق شروط النهضة لهذه الأمة وإيقاظها من سباتها ، إلا أنها تباعدت و تباينت على مستوى المفاهيم و المناهج ولعل السبب الأبرز وراء هذا الاختلاف يكمن في اختلاف مرجعياتها ، وهذا من شأنه أدى إلى تمايز طرق التحليل والتفسير . و هوما جسده المفكر محمد عابد الجابري من خلال "رباعية العقل العربي " والتي تضم تكوين العقل العربي (1982) و بنية العقل العربي (1986) والعقل السياسي العربي (1990) و العقل الأخلاقي العربي (2001) و لو أنه كان سبق أن مهد للمشروع بإثارة قضايا مهمة في ثنايا نحن والتراث (1980) والخطاب العربي المعاصر (1982) و غيرها من الأعمال التي حاول من خلالها التطرق لمختلف قضايا التراث التي هي قضايا العقل العربي نفسه . فقد انتهينا إلى جملة من النتائج لعل أبرزها: حدد الجابري غايته من نقد العقل العربي بأنها إبستمولوجية لا ايديولوجية اختار الجابري عصر التدوين كإطار مرجعي لتشكل العقل العربي وذلك للأسباب التالية: * شهدت الثقافة العربية أول تخطيط شامل لها حيث تم رفع اللغة العربية إلى مستوى اللغة القابلة لأن تتعلم بأساليب علمية و عملية ، الأمر الذي لم يكن متوافرا في العصر الجاهلي . * أعيد بناء العصر الجاهلي : أدبه ، أخباره و أيامه . * تم تدوين العلوم الإسلامية من حديث و تفسير و فقه و تنظير للعقيدة الدينية . * كما تم بفضل الترجمة دمج الثقافات الأجنبية سواء كانت بابلية أو فنيقية أو يونانية أو سريانية أو مصرية في الثقافة العربية الإسلامية . من خلال نقده للعقل العربي ميز بين نوعين من العقل : عقل نظري ، و عقل عملي ، أما النظري فيظم ثلاثة أنظمة معرفية هي : البيان ، العرفان و البرهان * النظام المعرفي البياني تحمله اللغة العربية ، و يضم العلوم العربية الإسلامية النحو ، و اللغة و الفقه والكلام و البلاغة . أهم ما يميزه أن يكرس رؤية للعالم قائمة على الانفصال و اللاسببية .أما المنهج المعتمد فهو قياس الغائب على الشاهد أو الفرع على الأصل . * النظام المعرفي العرفاني : و يمثله الفكر الشيعي و الفلسفة الإسماعيلية خاصة إضافة إلى التصوف و كل التيارات الإشراقية و العلوم السرية من كيمياء و تنجيم وسحر . رؤيته للعالم ترتكز على المشاركة و الاتصال و التعاطف . أما المنهج الذي يعتمده فهو الاتصال الروحي المباشر بالموضوع و الاندماج معه في وحدة كلية . * النظام المعرفي البرهاني : ارتبط بالترجمة و تمثله العلوم ، الفلسفة اليونانية كما صاغها أرسطو . أما رؤيته للعالم فتقوم على فكرة السببية . أما المنهج الذي يعتمده فهو عقلي حيث ينطلق من مقدمات تكون من وضع العقل إلى نتائج تلزم عنها بالضرورة . وقد قسم البرهان إلى مدرستين : مدرسة المشرق حيث كانت لحظة ميلاد العقل الكوني مع الكندي غير أن هذه اللحظة تم القضاء عليها و هي في المهد بفضل فلسفة الغزالي الصوفية فلسفة ابن سينا الاشراقية ونجد الجابري لا يخفي مقته و نقده اللاذع لفلسفة هذا لأنها في نظره هي من تسببت في استقالة العقل العربي. وعلى خلاف مدرسة المشرق فإنه يرى في مدرسة المغرب أحسن من عبر عن البرهان و قد اتخذ من فلسفة ابن حزم الظاهريه منطلقا له مرورا بأعمال كل من ابن باجة و ابن طفيل والشاطبي وابن خلدون وابن رشد هذا ما جعله يقول بفكرة القطيعة بين مدرسة المشرق ومدرسة المغرب . غير أن هذا المشروع الذي حملته مدرسة المغرب لم يصمد طويلا ليتهاوى بفضل انتصار العرفان " الهرمسي " أو العقل المستقيل على البرهان مرة أخرى أما إذا انتقلنا إلى العقل العربي العملي ، فقد وجدنا الجابري يتحدث عن عقل قلق ومتصارع في مكوناته ، و تجلياته ، فالسياسة العربية ارتبطت منذ بدايتها بالدين وقد حكمتها في ذلك ثلاث محددات هي : القبيلة ، الغنيمة ، العقيدة ، وهذه المحددات بدأت مع تدشين الدولة الإسلامية ، ولا زالت قائمة إلى اليوم . وللتخلص من هذه المحددات يقترح الجابري خلق فضاء سياسي ديمقراطي ليبيرالي معقلن . أما في مجال القيم الأخلاقية العربية فقد كانت حلبة صراع بين أخلاق الطاعة وأخلاق السعادة وأخلاق الفناء ، و أخلاق المروءة ، و أخلاق الدين . وهنا نجد الجابري يطالب بضرورة العودة إلى أخلاق المنفعة " نظرية المصالح للعز بن عبد السلام " كما رسمها الاسلام من خلال الإيمان و العمل الصالح . وكأي مشروع فكري فإنه كان لابد من أن لا يلقى قبولا و ترحيبا من طرف الجميع ورغم أنه مشروع نقدي إلا أنه لم يسلم من النقد حيث استطاع طرابيشي ان يحفر في هذا المشروع ليخرج عيوبه و نقائصة . وفي الأخير لا يسعنا إلا القول أن مشروع الجابري في نقد العقل العربي يمكن أن نصنفه ضمن المشاريع العربية الكبرى ، لقد تتبع مختلف المراحل التي مر بها العقل في تطوره منذ لحظة ميلاده إلى غاية لحظة استقالته , تحليلا و نقدا ، محاورا مختلف شخصياته التي أسهمت في تكوينه . ومادامت النسبية هي من أهم خصائص المعرفة الإنسانية فإن رؤية الجابري تبقى هي الأخرى نسبية . وسنختم هذا البحث وفكرنا مشغول بجملة من الأسئلة : ما هي القيمة النظرية و العملية لهذا المشروع ؟ لماذا لم يتحقق هذا المشروع النقدي على أرض الواقع ؟ والجابري يعطي حلا للخروج من هذه الأزمة و ذلك من خلال تجديد العقل العربي والتخلي عن الفهم التراثي للتراث أي التحرر من الرواسب التراثية في عملية فهمنا للتراث و على رأس هذه الرواسب التيار الفقهي - الكلامي في صورته الآلية اللاعلمية وهنا دعوة صريحة للاستفادة مما أنتجته الثقافة الغربية من أفكاره و مناهج | en_US |
dc.identifier.uri | http://dspace.univ-msila.dz:8080//xmlui/handle/123456789/16707 | |
dc.language.iso | other | en_US |
dc.publisher | جامعة محمد بوضياف بالمسيلة كلية العلوم الانسانية والاجتماعية | en_US |
dc.relation.ispartofseries | فلسفة;100/15/2019 | |
dc.subject | العقل الكوني، العقل العربي، العقل المستقيل، البيان، العرفان، البرهان، العقل السياسي، العقل الأخلاقي | en_US |
dc.title | تمظهرات العقل العربي في فكر محمد عابد الجابري | en_US |
dc.type | Thesis | en_US |