تعد الشخصية المسرحية المنطلق والأساس في أعمال الأدباء وبؤرة الجدل في دراسات النقاد. فهي منبع للفرجة والدهشة والتشويق لدى القراء والمشاهدين واللبنة الأساس لمعمار البناء الدرامي. وغير خاف أن بناء الشخصية الساخرة يتطلب براعة في تصوير الشخصيات ورسم ملامحها وتحريكها في فضاء حافل بالمتناقضات والغرابة، فالمؤلف يخرجها من إطارها الواقعي ليشحنها بطاقات درامية وفكاهية، حيث يشتغل على السخرية في بناء شخصياته على ثلاثة أوجه: (سخرية صورية وسخرية لفظية وسخرية سلوكية ).
ويتم ذلك وفق آليات فنية خاصة كالمفارقة، التلاعب اللفظي، التنابز بالألقاب، التناص. وهذا ما سعينا لتوضيحه باتخاذنا (مسرحية الأقنعة المثقوبة) حقلا للتطبيق، حيث تمكن المؤلف من تسخير هذه الأليات لكشف الزيف الاجتماعي والسياسي وإماطة الاقنعة وتقويم كل ما هو أعوج وبالتالي إيصال رسالته من جهة وإضفاء مسحة جمالية للنص وتحقيق المتعة الفنية للمتلقي من جهة اخرى.