عنوان الرسالة: الحماية الفرنسية على تونس وردود الفعل الأولية (1881 - 1883م)

Loading...
Thumbnail Image

Date

2018-06-24

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

كلية العلوم الانسانية والاجتماعية جامعة محمد بوضياف بالمسيلة

Abstract

منذ أن وطأت أقدام فرنسا أرض الجزائر عام 1830م أخذت تخطط من أجل احتلال تونس وتتحين الفرص والمناسبات للانقضاض عليها ،وظلت نصف قرن تبعد عنها أيدي الطامعين من الاوروبين المنافسين لها في مجال الاستعمار،ونتيجة للعديد من الجهود والموآمرات التي كان مؤتمر برلين 1878م أحدها ،إستطاع الاستعمار الفرنسي تحقيق طموحاته، وبالرغم من أن الحكام التونسين كانوا يعلمون بنوايا فرنسا التوسعية لكنهم عجزوا عن تجنيب بلادهم ويلات الاحتلال، بل ان سياستهم هي التي مكنت الفرنسيين من فرض السيطرة عليها في شكل جديد من أشكال الاستعمار تحت إسم "الحماية" التي طبقت بتونس قبل غيرها. من خلال دراستنا لموضوع الحماية الفرنسية على تونس بين (1881 -1883 م) و ردود الفعل الاولية خلصنا الى نتائج نجملها فيما يلي :  إن المتتبع لتاريخ تونس في الفترة الحديثة والمعاصرة يجد أن تونس وقعت تحت الاحتلال الفرنسي بعد العديد من الموآمرات الدولية والتي تجسدت في مؤتمر برلين 1878م ،حيث أدت طموحات فرنسا لاحتلالها إلى هيجان الدول الكبرى وعدم تركها لفرنسا وحدها ،فظهر تنافس دبلوماسي بين هذه الدول صعب على تونس الدفاع عن نفسها إذ أحدثت لها إرتباكات مالية وإضطرابات داخلية .  حتم الوضع الاقتصادي والمالي لتونس ولوجها إلى باب الإفلاس المالي الأمر الذي إستغله الأوروبيين سنة 1869م بإنشاء لجنة مالية دولية لمراقبة مالية واقتصاد تونس مراقبة مباشرة ،والهدف من ذلك هو تعميق النفوذ السياسي الأوربي وبالأخص الفرنسي والاستعداد لقطف الاجاصة الناضجة على حد تعبير بسمارك.  كان أسلوب فرض الحماية على تونس صيغة لتجربة مغايرة عن التي إتبعتها في ضم الجزائر التي كلفتها خسائر باهظة في الأرواح والأموال ،حيث حكمت البلاد حكما غير مباشر بواسطة السلطة التقليدية بإبقائها في مناصبها ومراقبتها عن كثب .  إن بناة الحماية إعتبروا هذا الشكل من المراقبة الغير مباشرة أقل تكلفة وأكثر مصلحة ومنفعة من غيره من الأنظمة الاستعمارية باعتباره نظاما يعطي للحكومة الفرنسية جميع الصلاحيات لتنظيم شؤون البلاد التونسية .  لم تكن معاهدة الحماية الفرنسية على تونس 1881م إلا إقرارا للأمر الواقع وتتويجا لجهود متواصلة منذ سنين سبقت من التدخل السياسي والمالي غير مشروع فجاءت المعاهدة لتمثل إنهاء لمرحلة وبداية مرحلة جديدة لا غير.  قابل نظام الحماية الفرنسية في تونس مقاومة شعبية مسلحة،أعلن من خلالها الشعب التونسي رفضه القاطع للاستعمار الذي عبر الحدود يوم 12 أفريل 1881 م ولم يبخل رغم بدائية السلاح الذي كان في أيدي المجاهدين عن تقديم ألآلاف الشهداء حيث كانت تضحيات الحركة الوطنية في تونس كأي حركة نضالية.  تلخص الموقف العثماني إزاء الغزو الفرنسي لتونس في مناقشات دبلوماسية وبرقيات احتجاج رسمية بين الباب العالي وفرنسا إلا أن كل احتجاجات الدولة العثمانية ومناشدتها للدول الكبرى لم تجد نفعا ،والجدير بالذكر أن تركيا لم تعترف لفرنسا بالوضع الذي فرضته على تونس حتى سنة 1924 م اثر معاهدة لوزان حينما تنازلت عن جميع حقوقها للشعب التونسي وحده.  إنبثق عن احتلال فرنسا لتونس غضب شديد في أوساط المجتمع الجزائري لأنها كانت تمثل لهم الوطن الثاني والملجأ الذي يلجأون إليه عندما تعوزهم وسائل المقاومة ،وقد أدرك الفرنسيون موقف الجزائريين وكانوا يتوقعون إشتراكهم مع إخوانهم التونسيين في مقاومتهم فعملوا على قهرهم قبل إنجاز الحملة عام 1881م، ومع ذلك لم يكن هذا كافيا لقتل روح المقاومة في نفوس الجزائريين اللذين قدموا ما بوسعهم لمساندة إخوانهم التونسيين

Description

Keywords

الحماية الفرنسية على تونس - (1881 - 1883م)

Citation

Collections