الميتافيزيقا عند رنيه ديكارت

Loading...
Thumbnail Image

Date

2024-07-24

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

جامعة محمد بوضياف. المسيلة

Abstract

قطع ديكارت الطريق أمام الميتافيزيقا الكلاسيكية الموروثة عن الفلسفة اليونانية والميراث المسيحي وتجاوزها وأسس ميتافزيقا جديدة، تنطلق نت التفكير إلى الوجود فانتقل من الشك إلى اليقين فعن طريق التأمل الميتافيزيقي أثبت وجود الأنا من حيث هو جوهر مفكر، وبذلك جعل الكوجيتو شرط للوصول إلى المعرفة اليقينية، فعرف ديكارت الميتافيزيقا على أنها أساس كل البحوث والمعارف حيث هي العلم الذي يبحث في أسس المعرفة والأشياء بهدف الوصول إلى المبادئ الأولى والعلل القصوى. تعرضت أوروبا في عصره إلى أزمة حضارة، فدعي ديكارت إلى الخروج من التقليد الأعمى إلى الانتقاد التام لرجال الكنيسة والفكر الكلاسيكي القديم، وإعلان ثورة على الفكر القديم والسعي وراء طلب العلم اليقيني، وتزامنا مع الثورة العلمية لكوبرنيك وغاليلي وكبلر في مجال علم الفلك والفيزياء تبدلت نظرة الانسان لنفسه ووجوده وعلاقته بالعالم المحيط به. فمنهج الشك عند ديكارت جمع في الواقع بين البعد الرياضي التحليلي وبين البعد الميتافزيقي التركيبي، ذلك أنه لكي ندرك اليقين في مجال الميتافيزيقا فإننا نخضع موضوع البحث لطرق شتى ونتأمله من زوايا متعددة، ومنهج الشك هذا كان يعبر عن الدقة والضبط اللذان يتميز بهما العقل الانساني عموما، فطريقته التحليلية الرياضية سمحت بطرح القضايا طرحا تسلسليا وترتيبيا وفق نمط يتلاءم وطبيعة المنهج الذي يتبعه، والكوجيتو "أنا أفكر، إذا أنا موجود" هو إعادة طرح جديد لطبيعة العلاقة بين الفكر والوجود. سميت الميتافيزيقا عند ديكارت بالميتافيزيقا الذاتية، حيث أنه بعد صراع عسير خاضه مع الشك توصل إلى تساؤل هام هو ما الذات؟ لكن الشك الديكارتي لم يكن عشوائيا بل شكا منهجيا قاده إلى الشك في كل الآراء السابقة والمعتقدات السائدة التي تلقاها في مدرسة اللاهوت لا فلاش. فالشك في الفكر الكلاسيكي والفكر المسيحي قاده إلى تأسيس الشك المذهبي، فالأنا الذي يشك هو الأنا المفكر والواعي، فالوعي بذلك محركه الشك، والأنا الفكر لا يفكر إلا بوعي بالوجود، كذات تعي ذاتها ووجودها. وبعد تأسيسه للقاعدة الرئيسية "أنا أفكر، إذا أنا موجود" ربط الفكر بالوجود ربطا متينا للدلالة على أهمية الطرفين معا، حيث لا معنى لأحدهما في غياب الآخر، فالذات هي جوهر تتحدد فيه كل عمليات الإدراك والاختيار لمصطلح الفكر، والشك حال من أحوال الفكر. فأحدث ديكارت قطيعة معرفية مع التراث الأرسطي وذلك بمستويين، أولا على المستوى المنهجي حيث نقد المنطق الأرسطي وإظهار مجال الحكم فيه ومن أن بنيته لم تعد تساير معطيات العصر الحديث الذي هو عصر الاكتشافات العلمية في شتى المجالات. وثانيا على المستوى الفلسفي حيث نقد الفلسفة الأرسطية من خلال نقده للفلسفة اللاهوتية الوسطية وخاصية الفلسفة القديس توما الاكويني وذلك بتحرير قدرات العقل الإبداعية وجعله المبدأ الأول والأساس في هذا الوجود، فالعقل مستحوذ على المعرفة في شكل أفكار فطرية وهو وسيلتي إلى إدراك حقيقة وجودي ومن هنا خلص ديكارت إلى الكوجيتو الذي قلب الكثير من المفاهيم التي بنيت عليها الفلسفة. فميتافزيقا الذاتية عند ديكارت، خاصيتها الجوهرية هي التفكير وإيمانا منه بوجود أفكار فطرية أودعها الله في الانسان بصفة قبلية، وجود فكرة الكمال كفكرة فطرية تحيل إلى وجود الكامل وهو الله، موجود ضرورة باعتباره علة وجود هذا الانسان كموجود ناقص، ما يؤكد أن معرفة الذات عند ديكارت تتزامن ومعرفة الله عن طريق الحدس العقلي فإن كان منطلقه من الأفكار القطرية التي تعد الضامن لوجود الله، يصبح بذلك الله هو الضامن لوجود هذه الأفكار الفطرية. الكلمات المفتاحية: الميتافيزيقا- ديكارت- الفلسفة

Description

Keywords

Citation

Collections