العلمنة عند محمد أركون

Loading...
Thumbnail Image

Date

2017-05-14

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

كلية العلوم الانسانية والاجتماعية جامعة محمد بوضياف بالمسيلة

Abstract

لقد أثار موضوع العلمانية، ولا يزال يثير اهتمام الباحثين، والمفكرين، والفلاسفة، وفي هذا الإطار العام يمكن إدراج الأعمال التي قدمها المفكر الجزائري المعاصر محمد أركون ساعيا إلى إثراء الفكر العربي، وذلك من خلال تحليله للعلمانية، ووضعها في إطارها العام. ولقد حاول محمد أركون تقديم الملامح الأساسية لهذه القضية، وذلك نظرا للأهمية التي يكتسبها البحث في إشكالية العلمانية بصورة عامة، وعرضه لأهم النقاط التي ترتبط بها، محاولا كسر الحواجز المعنوية، التي تحول دون وصول العرب إلى العلمانية الغربية، كما أن مقاربة محمد أركون لهذا الموضوع تزيد من أهميته، وذلك نظرا للمنهجية التي اعتمدها، وهي ليست بالغريبة على ناقد مثله، حيث يقوم بالتحليل والنقد، والتفكيك، ومحاولة التغيير، وإبداء موقفه الخاص . وعليه دار موضوع البحث حول قضية أساسية تتمثل في الرؤية العلمانية عند محمد أركون، وحصر الجديد فيها، ومنه حاولنا صياغة إشكالية بحثنا من خلال سؤال محوري هو: هل الطرح الذي قدمه محمد أركون مقرون بالدعوة إليها (العلمنة)، أو أنها سارية، وجارية في المجتمع العربي بدون الشعور بها؟. ويندرج ضمن هذه الإشكالية المحورية التساؤلات الفرعية التالية: ما هي الخلفية الفكرية والتاريخية لموضوع العلمانية؟ وماهو الفهم السائد للعلمانية بين مفكرينا العرب، وما هو سماته الجوهرية؟ وما طبيعة العلمنة، ومجالات تطبيقها عند أركون؟ وإلى أي مدى تعتبر العلمنة عند أركون مشروطة باكتساب قيم الدولة المعاصرة؟ وإذا كانت العلمنة - التي طرحها أركون – خطابا حضاريا كافيا لتبرير تقدم المجتمع، فهل هناك مطلبا بديلا لتفعيل عجلة التجديد، والنهوض في المجتمع الإسلامي والعربي؟ . وللإجابة على هذه التساؤلات قمنا بتقسيم بحثنا هذا إلى فصلين: - الفصل الأول : العلمانية مفهومها، ونشأتها، وتطورها، وقد قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين، بينا في المبحث الأول العلمانية في الفكر الغربي من خلال التطرق لمفهومها، وسياقها التاريخي، والفكري، أما المبحث الثاني كان خاصا بالعلمانية في الفكر العربي، فبعد أن عرضنا بدايتها، أتبعناها بروادها في العالم العربي الإسلامي من خلا نماذج(مفكرين). - الفصل الثاني : العلمنة عند أركون، وقمنا بتقسيم هذا الفصل إلى مبحثين، حيث تطرقنا في المبحث الأول إلى منهج، وفكر أركون، فبعد أن عرضنا منهجية أركون، وأصولها الغربية، أتبعناها بمشروعه الفكري، والمعرفي الذي يعتبر إسهاما في الفكر العربي الإسلامي المعاصر، أما المبحث الثاني فقد تطرقنا فيه إلى عرض موقف أركون العلمنة، من خلال تحديد مفهومها،وأنواعها، وأصولها التاريخية في الإسلام، كما أشرنا للممارسة العلمانية عند أركون، وأهم الأسس التي تقوم عليها، وقد كانت خاتمة البحث خلاصة لما وصلنا إليه من خلال عملنا هذا ، ومن خلال موقف المفكر الجزائري الأصل ، والفرنسي التكوين ، من العلمنة. أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث : - العلمانية هي مفهوم غامض أقرب منه مفهوم واقعي، لذلك تجسدت في شكلين : فصل الدين عن الدولة، وفصل الدين عن جميع جوانب الحياة. -لا يمكن الحديث عن تطور المجتمع إلا في إطار العلمنة،لأنها ليست ما تم إنجازه، أو ما سننجزه، إنما هي مشروع – دوما –في طور الانجاز مع اختلاف الأزمنة والأمكنة، ومع ما استجد من تغيرات، لذلك كانت تجربة إنسانية لا تكتمل لها من الخصائص ما يجعلها كذلك . - العلمانية لا تعني فقط التركيز على العالم المادي، بقدر ما هي موقف إبستمولوجي من طبيعة المعرفة، وعلاقتها بالمعرفة الدينية. - العلمانية في الخطاب الفكري العربي النهضوي، والمعاصر، تم استخدامها كمقاربة واعية بين الماضي،والحاضر، وفق منطق حضاري،ومجتمعي تضافرت بسببه جملة من العوامل الداخلية، وخارجية في محاول إيجاد بديل للخروج من الأزمة الفكرية المعاصرة. - أظهر " محمد أركون " وفق منهجية القراءة الغربي للتاريخ الأوروبي والحضارة الأوروبية، مشروعه الحداثوي، أو مايسميه " الإسلامية التطبيقية "، الذي حاول من خلاله قراءة الأنماط الفكرية الخاصة بالمجتمع العربي الإسلامي من جهة، والغربي من جهة أخرى... الخ. - المشروع التجديدي " لمحمد أركون " حاول من خلاله أن يشكل للأمة العربية طريقا نحو التقدم، ويخلص الفكر العربي الإسلامي من الأزمة الفكرية المعاصرة، في إطار الارتباط الوثيق بين الفكر والواقع، وذلك يتوقف على التعامل مع الفكر ، والحقيقة بطريقة نقدية، لا بطريقة وصفية خاضعة للأهواء. - بنى " أركون " نظرته الخاصة للعلمنة – التي تقوم على النقد والتحليل– من خلال اقتفاء واقع الغرب وانشغالاته، وطموحاته. -- العلمنة تعبر عن موقف معرفي منفتح على الحقائق المختلفة – خاصة الدينية -، وليست موقفا تعسفيا وتجاهليا للحقائق. -كشف " أركون " في خطابه العلماني في كل كتبه عن سمة أساسية من سمات تخلفنا، وهي الخلط بين مجالات كان ينبغي التمييز بينها، فنحن في كثير من الأحيان، لا نفرق بين مجال الدين، والواقع المعاش وبين الوجدان والعقل بل وبين العلمنة، وقيم الدولة المعاصرة، ذلك أن التمييز بين مجالات ومفاهيم مختلفة هي البداية الحقيقية للانطلاق، والتقدم، وتلك هي الفكرة المحورية التي ينبغي للمشتغلين بالفكر الاهتمام بها. - العلمنة عند " أركون " فلسفة لمشروعه التجديدي الحضاري، وتغيير الواقع العربي الذي يغيب العقل، والمنطق، ويهمل الواقع الاجتماعي للأفراد داخل المجتمع، مما جعل خطابه العلماني يظم شتات الأفكار الكثيرة التي ظهرت عن الحرية، العدالة، المساواة ، العلم، العقل، و الوجدان ، الحوار الحضاري، احترام الأديان... الخ.

Description

Keywords

العلمنة

Citation

Collections