ليبنيتز والاحـســــــــــــــاس

Loading...
Thumbnail Image

Date

2018-06-19

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

جامعة محمد بوضياف بالمسيلة كلية العلوم الانسانية والاجتماعية

Abstract

إن الحقائق عند ليبنتز نوعين حقائق عرضية تتناول ما في العالم الخارجي من موجودات وتعتمد على الحس والتجربة، ولا تحتاج إلى دليل قبلي وتعتمد على السبب الكافي الذي يوضح ما بينها من ارتباطات وعلاقات، والثانية حقائق ضرورية تنبع من أنفسنا ولا تحتاج إلى أكثر من دليل قبلي، ولا تعتمد على التجربة والعالم الخارجي. المعرفة عند ليبنتز هي معرفة لا يمكن الشك فيها فهي ممكنة عقليا وحسيا، فالطريق إلى المعرفة هو العقل بما يحتويه من أفكار كامنة فيه بالقوة، والحس الذي يخرج عن طريق الإثارات الحسية، تلك الأفكار الكامنة في العقل من القوة إلى الفعل، فالمعرفة واقعية من حيث أن الموناد يعكس العالم من زاوية خاصة، أو يمثله في ثنايات، وهي مثالية باعتبار أن كل موناد يحوي في داخله على مبدأ تغيره وأنه عالم مغلق على ذاته ولا نوافذ له. وهكذا يوفق ليبنتز بين المعرفة العقلية والمعرفة الحسية، ويندرج الإحساس في أن الموناد مرآة يعكس العالم. والعالم عند ليبنتز ملاء تنتشر فيه المونادات المتمايزة والمتباينة ولا يمكن أن يشابه موناد موناد آخر فيها، وهذه الموانادات تتميز بالتغير والتحرك، وهذا التغير يكمن في داخلها المونادات خارج عنها، والمونادات الموجودة في العالم ليست كلها في درجة واحدة فهناك النفس العاقلة أو الروح وهي في درجة وسطى، وأخيرا النفس النباتية وهي أدنى الدرجات. وكل موناد من هذه المونادات حاصل بداخله على قوة هي مبدأ حركته و حيويته، وبه طاقة وحياة، وكل جزء من المادة وهو عالم مليء بالمخلوقات مزود بكل النشاطات، وليس امتداد كما تصور ديكارت، وأما المكان والزمان فليسا حقيقيان، كما أن الحركة ليست حقيقية، فالمكان مجرد ارتباط وترتيب للأجسام، والزمان مجرد ترتيب لتعاقب الأحداث، والحركة ليست إلا أثر من أثار القوة، وبهذا التجمع من المونادات ينتج ما يسمى العالم، وهذا العالم لا امتداد له، وحسب ليبنتز العالم ليس عالم حقائق وإنما عالم ظواهر او مظاهر، ويسميه ليبنتز بالعالم المادي، فهذا العالم ما هو إلا تركيب أو تجميع للمونادات، وللربط بين هذه المونادات الموجودة في العالم، أوجد ليبنتز فكرة التوافق حيث ترتبط جميع المونادات للعمل على الوصول إلى غاية عامة كما لو كان ثمة نفاعل بينها. والاتحاد بين النفس والبدن يقوم عن طريق هذا التوافق، باعتبار أن النفس هي الموناد المسيطر على جسمنا، ويقوم الجسم بتغيير حالته باستمرار ليكون هناك توافقا بين جوهره المسيطرة، والتوافق يكون بين تغيرات الجسم وتغيرات النفس، وعلة هذا التوافق يرجعها ليبنتز إلى الله الذي خلق هذه العلة. عالم ليبنتز حي والطبيعة عنده منتظمة ومتوافقة ولا فوضى فيها، وليس هناك في عالم الحقيقة ما ندعوه بالكل والجزء والمركب، فهذه كلها ظواهر تنتج عن هذا التوافق تماما، ويحدث ارتباطها عندما تتحد بواسطة التوافق بإحساساتنا ومشاعرنا، والكل والجزء والمركب لا وجود حقيقي لها، وإنما تنتج كظواهر نتيجة لفكرة التوافق.

Description

Keywords

المنادات – الاحساس – العالم المادي – الحواس

Citation

Collections