عبان رمضان مسار المناضل والقائد الثوري (1920-1957

Loading...
Thumbnail Image

Date

2016-06-23

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

جامعة محمد بوضياف بالمسيلة كلية العلوم الانسانية والاجتماعية

Abstract

من خلال دراستنا لشخصية عبان، وتتبعنا لمسيرة حياته منذ ولادته إلى غاية وفاته، توصلناإلى مجموعة من الاستنتاجات أهمها:  عبان رمضان ولد وسط عائلة غنية لممارستها نوع من التجارة، وكان أحبالأبناء نتيجة تفوقه الدراسي وطبعه الذي ميزه عن غيره.  تميز عبان بشخصية قوية، ومزاج متقلب أحيانا، كما أن فترة تعليمه ساهمت في تكوينه، واستطاع خلال هذه الفترة تغذية فكره الوطني بالانضمام إلى حزب الشعب الجزائري – ح ا ح د-.  تم اعتقال عبان رمضان وسجنه لمدة 5 سنوات، أثرى عبان ثقافته خلالها بكثرة المطالعة، التي زادت وعيه السياسي وأنارت فكره التحرري، وفور خروجه من السجن، حاول عبان الاتصال بقادة الثورة من أجل الانضمام لها، وهذا ما حدث بالفعل بحيث تولى مسؤولية تنظيم مدينة الجزائر، كما عمل على التصدي لمحاولة جاك سوستيل في خلق ما يعرف بالقوة الثالثة، وعمل على توحيد الصفوف داخل الثورة.  استطاع عبان رمضان بجهوده رفقة بعض القادة من عقد أول مؤتمر في الثورة سمي بمؤتمر الصومام 20 أوت 1956، وكان له الدور الرئيسي في هذا المؤتمر، الذي أقر بجملة من القرارات أهمهاأولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج، وبالرغم من وجود بعض الاختلافات والانتقادات التي وجهت لهذا المؤتمرإلاأنه كان نقلة نوعية في تاريخ الثورة التحريرية.  حاول عبان الإبقاء على مقررات الصومام، إلاأن ذلك لم يحدث، وتم عقد مؤتمر القاهرة ما بين 20-28 أوت 1957، وتم التخلي كليا عن ما تم تقريره في مؤتمر الصومام سابقا، كما برز سيطرة العسكريين على زمام الأمور.  منذ انضمام عبان رمضان إلى الثورة وهو يؤمن بفكرة الاستقلال التام والكلي للجزائر، وهذا ما أكده في محاولاته بالاتصال بمبعوثين عن الحكومة الفرنسية، وفرض شروط جبهة ت والمتمثل في الاستقلال.  كان لعبان رمضان علاقات متنوعة أهمها تلك التي ربطته مع قادة المناطق والولايات، والتي اتسمت بالاتفاق في بعض المواقف، والاختلاف في البعض الآخر، أما علاقته مع تيارات الحركة الوطنية من بيانيين وعلماء وشيوعيين فقد تميزت بالتواصل، وعمل عبان بجهد لكي يقنع هذه التيارات للانضمام إلى الثورة وهذا ما تم فعلا، فقد أصبحت جبهة ت و يدا واحدة و شعارها الاستقلال لا غير، وبالنسبة لعلاقة عبان مع الوفد الخارجي، فقد اضطربت خاصة فيما يتعلق بأمور السلاح وكذا بعد عقد مؤتمر الصومام وظهرت خلافات بينهم، كما عمل عبان على الاحتكاك بالأوساطالأوربية المتواجدة في الجزائر، حيث وجد في عائلة بيار شولي سندا له ولرفاقه في السلاح.  إن تطور الخلاف بين عبان رمضان وبعض قادة الثورة، دفع ببعض رفاقه إلى اغتياله يوم 27 ديسمبر 1957، وحسب جلاديه أنهمأنقذوا الثورة، لان أفكاره تختلف تماما عن أفكارهم، ولا حل للخلافات التي بينهم سوى التخلص من عبان. وفي الأخير نخلص إلىأن عبان رمضان، كان رجلا سياسيا بالدرجة الأولى، كما كان ذا ثقافة متميزة ميزته عن غيره من مناضلي و قياديي ج ت و ، ومتشبعا بأفكار الحرية والاستقلال، ويأمل بتحقيق أهدافه. عبان وكأيإنسان له ايجابيات وله سلبياته ومن سلبياته انه كان يحب فرض رأيه، كما كان ذا طبع متشدد وحاد في بعض الأحيان، هذا ما جعل رفاقه أو الأصحإخوته يعدمونه ويتخلصون منه بدم بارد. شخصية مثل عبان رمضان كان سيكون لها وقع تاريخي وشأن كبير فيما تبقى من عمر الثورة (1957-1962) وفي الجزائر المستقلة لو قدّر له أن يعيش، إلاأنالأقدار شاءت أن ترفع راية الاستقلال في غياب هذا المناضل، رحمة الله عليه وعلى جميع شهداءنا الأبرار.

Description

Keywords

Citation

Collections