الفلسة وتحديات خطاب العنف جون سيرل أنموذجا

Loading...
Thumbnail Image

Date

2021-06

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

كلية العلوم الانسانية والاجتماعية جامعة محمد بوضياف المسيلة

Abstract

لكن العنف الأشد خطورة و يهدد العلاقات الاجتماعية هو عنف اللغة فالإنسان أصبح اليوم يعاني من عنف المشاعر وهو الأكثر ألما فالكلمة الجارحة بإمكانها تغير حالة الفرد من الأحسن الى الأسوء ولعل هذا ما دفعه يفرض نفسه في الخطاب الفلسفي لأن جدلية العنف واللغة هو مشكلة فلسفية يتوقف على فهمها مستقبل الفلسفة ذاته، وبما أن المشكل ذات طابع فلسفي فالحل سيكون من نفس الطبيعة لأن الفلسفة من منظور سيرل مطالبة بأن تقوم بدور جديد في المجتمع المعاصر يختلف عن ذلك الذي كانت تؤديه سابقا ويتجلى ذلك من خلال معرفة الفيلسوف لدوره وهذه الفلسفة الجديدة هي تلك التي تهتم بالظواهر التي لا يمكن فهمها الا من خلال العلاقة بالحياة الإجتماعية وهيا فلسفة منفتحة ليست منغلقة على نفسها وهذا ما يتجلى في فلسفة الخطاب عند سيرل الذي أعاد الأمل للتفكير الفلسفي بعدما فقد كل معانيه و كذلك تأثيره في العالم المعاصر وبفضله عادت الفلسفة إلى مكانتها وقوتها والتفكير بطريقة جديدة تختلف عما كانت عليه سابقا وذلك من خلال تناوله لقضايا عصره وأزمات يعاني منها كافة المجتمعات حيث أصبحت تهدد كيانه ومستقبله فهو فيلسوف معاصر عاش أحداث عصرنا ولا زال على قيد الحياة يقدم آراء وحلول للمشكلات التي تواجهنا كمشكلة خطاب العنف وكيفية تجاوزه لأن فلسفته تقضي على الهيمنة والتسلط وتسوي بين الجميع في إطار تواصلي لا أفضلية فيه هذا إلى جانب كونها أطروحة تتصدى لكل الأطروحات المعاصرة القائمة على العنصرية وذلك من خلال تأسيسه لمشروعه الفلسفي من أجل القضاء على مظاهر العنف وهذا الأخير هو عبارة عن تشوه وتعطيل في الاتصال بين الذوات لذلك تمكن بقواعده التواصلية من فتح العديد من الآفاق التي عجز عن فتحها العديد من قبله ذلك لامتلاكه لآليات تم اكتسابها من المنعرج اللساني فمنحته القدرة على إعادة بناء مجتمع قائم على التواصل السليم متجاوزا كل أشكال الفرض والتعنيف ولتحقيق ذلك جهز سيرل أرقى النظريات لأنه كان يؤمن بأن ثمة سوء في استخدام اللغة وحتى يتم معالجته يجب تشخيص الأمراض التي انجر عنها فتوصل إلى أن غياب القصد في عملية التواصل يؤدي إلى إحداث خلل في المعنى مما يجعل المرسل غير قادر على إرسال قصده للمتلقي فيغيب الفهم بين الطرفين ويكون عاملا في ظهور شتى أنواع العنف من خلال فرض الرأي والإجبار عن تقبله وحتى لا نقع في مثل هذه العراقيل قدم لنا سيرل نظرية القصدية التي إعتبرها أحد صور نجاح الفكر الفلسفي التي فتحت المجال أمام العقل لخلق لغة راقية وخطاب لغوي مقنع ينهي وجود الإستبداد وكل أشكال العنف، وتعتبر نظرية أفعال الكلام هي مرتكز القصدية، حيث تناول فيها شروط نجاح الفعل الكلامي وكيفية تحقيقه لضمان عملية تواصلية ناجحة لأن فلسفته من أكثر الفلسفات المرتبطة بالإنسان، فهي تلح على ضرورة إنخراط الإنسان في تفاعلات تواصلية وذلك عن طريق إيتيقا الحوار والنقاش والتفاهم وغيرها من المفاهيم التي ترتبط بالعملية التواصلية، فمن خلال هذا المشروع الفلسفي تحدى سيرل خطاب العنف في الفلسفة لذلك وجب علينا أن نتبع تعاليمه وشروطه التي قدمها لنا أثناء التلفظ حتى لا نقع في شباك العنف مرة أخرى، وعليه يمكن القول أن الفلسفة تستطيع أن تتجاوز حالة العنف التي يتميز بها العصر الراهن وذلك بتفعيلها للأدوات التواصلية وهذا التجاوز يمكن إدراكه من معرفة العراقيل التي تعيقه وقدرتها على التجاوز يكمن في تعدديتها اللغوية وقدرتها على التأويل الصحيح خاصة في الأفعال الكلامية غير مباشرة وكذلك البحث على لغة مشتركة ومن ثمة بلوغ الحوار والتبادل الثقافي في مجتمع يسوده السلم وروح التفاهم ولكن رغم ما قدمه سيرل من إنجازات في هذا المجال إلا أنه لم ينجو من الانتقادات الموجهة له من طرف فلاسفةعصره امثال فرنسوا ريكاناتي والان بيروندويتر لأن حقيقة الفلسفة في النهاية هي عبارة عن نقد وقيمة البحث يكمن في نقده وهذا بطبيعة الحال لم يقضي على فلسفته بل فتحت بذلك آفاق واسعة للتفكير المعاصر وكانت بمثابة الركيزة التي إنبنت عليها فلسفات لاحقة ابرزها فلسفة التواصل لهبرماس الذي انطلق من أفكار سيرل لتأسيس نظريته التواصلية التي تهدف تحقيق فضاء عمومي قائم على التفاهم بين افراده وهو نفس الهدف الذي سعى اليه سيرل في تكوين بناء اجتماعي خالي من كل مظاهر العنف .

Description

Keywords

فلسفة ، خطاب ، العنف ، جون سيرل

Citation

كلية العلوم الانسانية والاجتماعية

Collections