حركة بلونيس وانعكاساتها على الثورة التحريرية 1954-1962م
Loading...
Date
2019-06-20
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة محمد بوضياف بالمسيلة كلية العلوم الانسانية والاجتماعية
Abstract
لعبت حركة بلونيس دورا كبيرا في تفكيك التنظيم السياسي والإداري للثورة الجزائرية عامة والولايتين الرابعة والسادسة خاصة، اندرجت هذه الحركة ضمن الحركات المناوئة للثورة الجزائرية التي خططت لها السلطات الفرنسية لإجهاضها وتفجيرها من الداخل في محاولة للقضاء عليها وقد نسبت هذه الحركة لزعيمها محمد بلونيس ولد في مدينة برج أمنايل سنة 1912 من عائلة ثرية داخل السجن 1947 وهناك لاحظ زملاؤه بالسجن أنه قد ربط علاقة وطيدة مع رئيس البلدية الفرنسي الذي كان يتردد عليه من حين لآخر وعزله عن بقية المساجين وسمح لعائلته بزيارته، بدأ بلونيس العمل مع المخابرات الفرنسية تحت غطاء مصالي الحاج وهدفه تضليل الشعب، أنشئت حركة بلونيس ضمن الاستراتيجية الفرنسية للقضاء على الثورة التحريرية كانت بدايتها في الولاية الثالثة التاريخية وقد تصدت لها الولاية بكل ما أوتي لها من قوة لكنها لم تقض عليها وبعدها فر بلونيس إلى الولاية الرابعة ومنها بدأ الفصل الثاني من المؤامرة في وجه جديد وأصبح له جيش يدعى الجيش الوطني الجزائري، توالت الاشتباكات بين قوات بلونيس وبين جبهته وجيش التحرير غير أن الكفة مالت لجيش التحرير مما جعل نلول الحركة الوطنية تتراجع إلى جنوب الولاية الثالثة وشمال الولاية السادسة وهنا نظم وحدات قتالية وأسس مركزا للقيادة بدار الشيوخ وفي هذا المركز رفع العلم الفرنسي إلى جانب العلم الجزائري، وبعد مجزرة ملوزة التي حدثت في ماي 1957 قرر بلونيس الاتصال رسميا بالسلطات الفرنسية وأعلن نفسه جنرالا وخلع شعار المصالية وقام بلونيس بدعم من السلطات الفرنسية بتعزيز جيشه الذي وصل تعداده حدود ثلاثة آلاف رجل وذهب بعيدا في خيانته للشعب الجزائري وثورته التحريرية حيث أصبح ينعم بدعم واضح من الصحف الفرنسية وكذلك بدعم مالي فقد كان يمنح له حوالي سبعون ألف فرنك فرنسي شهريا وهذا ما جعا بلونيس يصرح أن الاختيار الحر للجزائر يجب أن تستبعد من موقفه كل محاولة انفصال عن فرنسا وإذا حدث اتصال بين الجزائر وفرنسا فتجدني بجانب فرنسا لمحاربة هذه الحكومة، وقد اتبع هذا الأخير سياسة تعسفية ضد أبناء وطنه فارضا اشتراكات باهظة ورقابة صارمة وسمح بفرض التجنيد الاجباري على الاعراش واتهم جيشه بارتكاب انهاكات ضد المواطنين،
في الأخير نقول أن حركة بلونيس كانت أخطر على الثورة التحريرية هدفها القضاء على طموح الشعب الجزائري وحريته، فقد قامت بالتعاون مع فرنسا لإجهاض واخماد الثورة الجزائرية واعتبرت أداة مثمرة بالنسبة للسلطات الفرنسية الأمر الذي دفعها على تشجيعها على التظليل والخيانة، خدمت حركة بلونيس السلطات الاستعمارية أكبر مما خدمت الحركة الوطنية الجزائرية فساهمت في نشر الفوضى والقمع وفي قتل وتصفية العديد من خيرة إطارات جيش التحرير، لكن بفضل إرادة الشعب والعزيمة والإيمان بالقضية الوطنية انتصرت الثورة في الأخير، وتبقى حركة بلونيس من المواضيع الغامضة لحد الآن وتحتاج لعدة دراسات للكشف عن الحقائق.
Description
Keywords
حركة بلونيس، جيش التحرير الوطني، جبهة التحرير الوطني، الحركة المصالية، معركة جبل الزرقة، حادثة ملوزة.