سيميولوجيا النص المسرحي عند عز الدين جلاوجي "الّتاعس و الّناعس" أنموذجا
Loading...
Date
2017
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila
Abstract
تتضمن المجموعة المسرحية "الّتاعس و الّناعس" ل "عز الدين جلاوجي" ست مسرحيات أساسية، يطرح الكاتب
في المسرحية الأولى فكرة الصراع بين الطبقة العاملة التي تتجسد في شخصية التّاعس، و الطبقة الكسولة التي
تتجسد في شخصية الّناعس، و من خلال ذلك يتجلى سقوط الطبقة العاملة، و غلبة الطبقة الكسولة التي تمتلك السلطة
عن طريق الغراب الذي يحط على رأسها.
و قد ضمن الكاتب في هذه المجموعة مسرحيات أخرى، منها "سنفونية قابيل" التي تتصارع فيها رغبات
الشخصيات بعيدا عن كل القيم الأخلاقية، و في مسرحية "من بلدها" يعرض عصمة المرأة وامتلاكها كل شيء،
باعتبار أن كل شيء ينتمي إلى بلدها، و في مسرحية "نقمة الأرض" يعرض سخط الأرض من آثام الإنسان، أما في
مسرحية "هي و هن" فيشير إلى قرار النساء في أن يصبحن رجالا من خلال عمليات جراحية تغير مظهرهن، و
أخيرا تأتي مسرحية "غنائية الحب" التي يتحاور فيها خمسة شبان مع فتاة تمثل الجزائر، و شيخ وقور يمثل التاريخ،
و شاعر يمثل مفدي زكريا، بالإضافة إلى المجموعة الصوتية التي تقدم مقاطعها الوطنية حسب المواقف.
و الملاحظ أن الشخصيات في هذه المجموعة تقدم كعلامات فارغة مجردة من الأسماء، بل تحمل أسماء هويتها
أو عملها، و لكنها تمتلئ تدريجيا أثناء سريان الأحداث، إلى أن تكتمل في نهاية الصفحة، ومن هذه الأسماء نذكر:
التاعس، الناعس، العدو، الإمام، الزاني، الخادم، الميت، التاجر،...
و من جهة أخرى يلجأ الكاتب إلى إبراز الكثير من العلامات غير المصرح بها، للتعبير عن مقاصد يهدف إلى
إيصالها بطريقة تلميحية، تشير في مجملها إلى الأوضاع الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الأخلاقية و
الإيديولوجية.
كما أن الرمز في هذه المسرحية أصبح علامة استثمر الكاتب من خلالها آراءه حول محيطه الاجتماعي و
السياسي و الثقافي الذي تسوده جملة من التناقضات و المفارقات، و التي من خلالها تلبست صورة العلم و العمل و
كل القيم الإنسانية بمعاني الجهل و الكسل، و بالتالي فالمجموعة المسرحية فضح غير مباشر لما يسود المجتمع من
زيف و تزوير واستهتار.