تأثير الإنتاج الإعلامي الغربي في القنوات الفضائية على الهوية الثقافية للشباب الجزائري (الأفلام الأمريكية نموذجا) -دراسة وصفية لعينة من شباب مدينة المسيلة

Loading...
Thumbnail Image

Date

2016-06-24

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

جامعة محمد بوضياف كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

Abstract

إن ما يميز الواقع الإعلامي الراهن هو ما يعرفه هذا الإعلام من تطورات تكنولوجية غاية في التعقيد، فتحت المجال للتأثير والتأثر بين ثقافات الشعوب، على اعتبار أن وسائل الإعلام حامل وناشر رئيسي للثقافة، وبما أن ثورة الاتصالات هي الثورة التي نجمت عن تطور التقنية العلمية والتي تدفع إلى تقريب المسافات بين شعوب المعمورة، والقفز فوق الحواجز الزمكانية لتسهيل انتقال المعلومات والتقنيات والأفكار، لذلك من يقود هذه الثورة تكنولوجيا يسيطر على العالم إعلاميا. ولما كانت أقمار البث الصناعية سمة من سمات هذه التكنولوجيا، فإنها المسؤول الأول عن نقل المنتجات الإعلامية الوافدة إلينا بما فيها من تنوع، وقد ركزنا في دراستنا هذه على الأفلام الأمريكية المرسلة إلينا من خلال البث الفضائي، وبعد الدراسة الميدانية تبين لنا أن مشاهدة الأفلام الأمريكية ليست من الأولويات في حياة أفراد عينة الدراسة، إلى جانب تميز هذه المشاهدة بالتنوع، حيث شملت إجابات المبحوثين عدة أنواع من الأفلام، كانت فيها الأفضلية لصالح أفلام الأكشن، وهو ما يبين ميل الشباب لهذا النوع أكثر من غيره، كما لمسنا من خلال الجداول الخاصة بالدراسة الميدانية نوعا من الوعي فيما يخص السلبيات المتضمنة في الأفلام الأمريكية، فكل أفراد العينة أشاروا إلى هذه السلبيات دون إغفال أي خيار، إلا أن أغلبهم يرون أن أكثر سلبية تتسم بها هذه الأفلام هي تشجيعها على العنف والعدوانية وإثارة الغرائز، وهو ما يحيلنا إلى تصور مفاده إدراك الشباب للمخاطر التي تبثها الجسور الإعلامية الفضائية، ووعيهم بما تحمله الأفلام الأمريكية من سموم فكرية لا تتوافق وطبيعة تفكيرنا ولا طبيعة حياتنا ولا قيم عقيدتنا، يأتي هذا في ظل ما سجلناه من تمسك واعتزاز كبيرين للمبحوثين بالدين الإسلامي، رغم معدل المشاهدة المعتبر للأفلام، كما كان إجماعهم على أن تنمية الوازع الديني يعد من أهم الطرق الوقائية التي من شأنها أن تحد من خطر الزحف الإعلامي الغربي باختلاف ألوانه ومواده الإعلامية. من خلال الجداول دائما اتضح لنا أن نسبة كبيرة من المبحوثين أقروا بأنهم لا يدرون إن كان هناك تأثير للأفلام الأمريكية عليهم من عدمه، وسجلنا نسبة قليلة منهم ممن اعترفوا بأن لهذه الأفلام تأثير على طريقة تفكيرهم، إن هذا الطرح يقودنا إلى القول بأن الأفلام الأمريكية وإن لم يكن تأثيرها اللغوي كبير-هذا استنادا لنتائج الجداول-فإن دورها في تغيير التوجهات الفكرية والثقافية لا يمكن إلغاؤه أو إنكاره، في حين أبدى أفراد العينة تمسكا كبيرا بعناصر هويتهم الثقافية وفي مقدمتها الدين، ليتبن لنا أساسا أن الوازع الديني هو ما يحتاجه الشباب الجزائري في ظل ما يشهده العالم من انفتاح إعلامي عالمي، وفي ظل غياب الدور الفعال للإعلام المحلي وغياب أو ضعف مؤسسات التنشئة الاجتماعية بما في ذلك الدور التربوي للأسرة. وانطلاقا من النتائج العامة سابقة الذكر يمكن رصد مجموعة من الإجابات على تساؤلات الدراسة تشكل تلخيصا لأهم نتائج هذه الدراسة: - تعتبر التسلية والترفيه وتمضية الوقت السبب الأول الذي يقف وراء مشاهدة أفراد العينة للأفلام الأمريكية، تليها السبب الثاني والمتمثل في أن الأفلام المحلية لا تفي بالغرض، ثم يأتي ثالثا الرغبة في التفتح على العالم الخارجي والاطلاع على الثقافة الأمريكية. - تمحورت أغلبية إجابات المبحوثين-أفراد العينة-حول عدم درايتهم بتأثير الأفلام الأمريكية من عدمه، وهو ما يؤكد عدم نفيهم لهذا التأثير في حالة وجوده، حيث أقر ستة منهم بتأثير هذه الأفلام على جانبهم الفكري. - الملاحظ أن مجموع إجابات أفراد العينة حول سلبيات الأفلام الأمريكية، جاءت في شكل إجماع يؤكد هذا الطرح، بمعنى اعتقاد أفراد العينة بأن لهذه الأفلام تأثير سلبي، في حين تم رصد نسبة قليلة من المبحوثين الذين أقروا بأن للأفلام الأمريكية بعض الإيجابيات. - كما أن أغلب إجابات المبحوثين حول موقفهم من عناصر هويتهم الثقافية جاءت مؤكدة على تمسكهم بهذه العناصر، واحتل الدين الإسلامي المقدمة من جملة هذه العناصر، كما أن تنمية الوازع الديني مثل الأولوية عند أفراد العينة عند سؤالهم عن طرق الحفاظ على هويتنا الثقافية. - لا يوجد فرق دال إحصائيا بين خياراتتعود أفراد العينة على مشاهدة الأفلام الأمريكية "نادرا، أحيانا، دائما"،في حين أن أكبر نسبة سجلت للخيار الأول. - يوجد فرق دال إحصائيا بين خيارات معدل المشاهدة لصالح الخيار الأول "فيلم في الأسبوع"، أما الخيار الثاني "فيلم في الشهر" فسجل نسبة إجابات قليلة. - يوجد فرق دال إحصائيا بين بدائل العبارة القائلة بأن مشاهدة الأفلام الأمريكية تتيح الاطلاع على عادات وتقاليد الشعوبلصالح الخيار الأول، أي الموافقة بشدة. يوجد فرق دال إحصائيا بين بدائلالعبارة القائلة إنه من خلال متابعةالأفلام الأمريكية ندرك أن محتواها السلبي يؤثر على الفرد، وأفكاره وانتمائه الديني وولائه لمجتمعه، لصالح البديل الخاص بالموافقة.

Description

Keywords

تأثير- الإنتاج - القنوات -الفضائية - الثقافية -الأفلام الأمريكية - شباب - المسيلة

Citation

Collections