إشكالية الأخلاق المثالية في الفلسفة الأمريكية-جوزابا رويس أنموذجا-

Abstract

الملخص لقد تعرض الدين والعلم والأخلاق إلى معاول النقد باستمرار، والنقد الذي يأتي للمنظومة الخلقية لا يأتيها من العصاة والمارقين الذين لا يقيمون وزنا للمثل الأخلاقية فحسب، بل يأتي هذا النقد من قِبل أشخاص يطرحون أنفسهم كحريصين مخلصين للإنساني، ففي حين تعتبر قوانين الملكية الشخصية من المسلمات التي يجب صيانتها واحترامها ببعديها القانوني والخلقي، نجد أن هناك من يعتبرها تخلو من المسحة الأخلاقية، فقد يكون الوارثون لملكيات في الأرض أو المال أو المؤسسات قد انتقلت لهم تلك الملكيات من أناس غاصبين أو مرتشين، أي من خلال طرق لا أخلاقية، فاعتبروا أن قانون حماية الملكية ( لا أخلاقي)، وهو ما ساد في القرون التي ازدهر فيها التفكير الاشتراكي، منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى اليوم، و التقى الفكر الليبرالي مع الفكر الماركسي والوجودي على أنه لا يمكن اعتبار تقديس الروابط الأسرية واعتبارها من الفضائل بل هي روابط لا قيمة لها، كما أن الهجوم الكبير الذي وجهته النشاطات الفكرية على القيم الأخلاقية القديمة وضع تلك القيم كمطلب أساسي عند تلك النشاطات لتجاوزها واعتبارها من التقاليد القديمة البغيضة، وهي بنظر أولئك المفكرين تعتبر أخلاقا زائفة. وإن كانت مهمة الفلاسفة الحديثين هي الوقوف والتأمل أمام هذا النشاط الذي أفرزه نشاط المهاجمين للقواعد الخلقية القديمة، هذا النشاط الذي جعل العالم مرتبكا وحائرا أمام خيارين، إما التمسك بالأخلاق القديمة على ما هي، أو مسايرة التوجه الجديد بما فيه من فوضى تجعل العالم وكأنه بلا أخلاق.لذا وقع على الفلاسفة دور كبير في استنبات القيم الأخلاقية الفعالة التي تواكب العصر، ولا يعني هنا التوجه للقطيعة الكاملة مع الماضي، بل أخذ بذور فضيلة الماضي واستزراعها في بيئة جديدة تحتاجها وهذا ما فعله رويس بالضبط.

Description

Keywords

إشكالية الأخلاق المثالية; في الفلسفة الأمريكية;جوزابا رويس; أنموذجا;

Citation

Collections