لقد حاولت المناهج النقدية باختلاف مشاربها وتنوع آلياتها حصر الدلالة وكشف المعنى واستقراء الجمالية في الأعمال الأدبية عموما وفي الخطاب السردي خصوصا، وهي كلها تعبر عن مرحلة فلسفية تاريخية تحاول فهم العالم وكشف الحقيقة المضمرة عند الكثير منهم. لقد أدى الاهتمام بالسياق في مرحلة ما قبل البنيوية إلى تحليل أشياء خارج النص، لا ترقى في الأخير إلى تقديم الرؤية الكافية حول العمل محل الدراسة،والانتفاضة على هذا الأمر ولدت ما يعرف بالبنيوية، هاته الأخيرة، عوضا أن تهتم بالمعنى وتكشف الدلالة، أغرقت نفسها في الكشف عن البنيات الكامنة في النصوص الإبداعية، والثورة عليها أنتجت ما يعرف بالتفكيكية الغارقة في المعنى.