Doctoral Dissertations
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing Doctoral Dissertations by Author "بلال أوصيف"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
Item Open Access الصراع القبلي وإشكالية بناء الدولة في ليبيا بعد 2011(Université de M'sila, 2021) بلال أوصيفعرفت ليبيا بعد ثورة 17 فيفري 2011 تغييرات جذرية، فجائية وسريعة تختلف تماما عمّا كانت عليه خلال نظام معمر القذافي الذي دام لأزيد من 42 سنة كاملة، حيث برز الصراع القبلي بين الليبيين على مستوى كافة أقطار ليبيا المنهارة بعد الثورة، حيث شهدت البلاد صراعًا قبليًا شبيه بالحرب الأهلية بعد تسليح القبائل الليبية ومحاولة كل أطراف الصراع تعظيم القوة والمناصب والمكاسب في ظل الافتقار لجيش وطني واحد موحد وكذا لسلطة القانون والعدالة، والافتقاد للرؤية الشاملة والمشروع الوطنيّ التوافقيّ الجامع لكل القبائل الليبية لمرحلة ما بعد الثورة خاصة في ظل التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية التي تراوح دورها بين التصعيد بتفضيل الخيارات العسكرية وبين التهدئة بمحاولة اقتراح الخيارات السياسية لحلحلة الأزمة بعد عقد من ميلادها، فضلاً عن إنهيار كليّ للبنى التحتية وبروز قوى اجتماعية القبلية التقليدية التي عانت التهميش والإقصاء نتيجة الاحتكار السلطوي من قبل نظام القذافي، وسعت لحجز مكانها بالقوة والعنف للعودة للواجهة السياسية والأمنية من بوابة القبائل التي كانت موالية لحكم القذافي وكذا الحكومة المركزية المؤقتة في محاولة للتمركز ضمن المرحلة الانتقالية التي شهدت التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني بالنظر إلى الفوضى والانتشار الكبير للأسلحة والجماعات المتطرفة المدعومة خارجيا بالإمدادات العسكرية والمادية والمالية من طرف كل من مصر، الإمارات وفرنسا وغيرها، كما باتت ليبيا ساحة للحرب بالوكالة في ظل التنافس الدولي على أراضيها. أصبحت ليبيا شبيهة بحالة حرب الكل ضد الكل على أسس قبلية انتقامية نتيجة العصبية والتضامن الآلي وقد تسبّب تدخل الفواعل الخارجية ممثلة في قوات حلف الشمال الأطلسي وغيرها من الدول العربية في زيادة الاحتقان الداخلي والتشرذم بين القبائل الليبية، وأدت إلى تعثر المسار الديموقراطي وعملية مأسسة السلطة بعد حوالي العقد من الزمن من تاريخ الثورة الليبية، وبروز معالم الدولة الفاشلة في ظل عسكرة القبيلة بتواجد برلمانيين وحكومتين إحداها بطرابلس بقيادة فايز السراج، وأخرى بغربها بمدينة طبرقة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وكذا الفراغ المؤسساتي من الجانب الرسمي و غير الرسمي – مجتمع مدني- وعجز حكومة الوفاق الوطني على كسب القبول والإجماع الوطني. فليبيا اليوم تعيش أزمة صناع السلام بين القبائل الليبية في الشرق والغرب وحتى الجنوب في ظل المطامح والمطامع الخارجية التي تتدخل بصورة غير مشروعة، حيث عملت على زيادة الاحتقان والانقسام الداخلي بما يخدم مصالحها الجيواقتصادية في المنطقة كلل على غرار التواجد التركي العسكري والروسي والاملاءات الفرنسية وكذا التموين العلني لمصر والإمارات وغيرها لخليفة حفتر في الشرق الليبي. ويبقى المستقبل الليبي من الناحية السياسية، الاقتصادية والأمنية لبناء الدولة وإعادة الإعمار من جديد يكتنفه الكثير من الغموض والضبابية بسبب تداخل الفواعل وتشابك المصالح فوق الوطنية، ويبقى المخرج الأفضل هو تبني الحوار الليبي-الليبي من خلال اللجوء إلى استراتيجيات التسوية من خلال الاقتسام السلطوي للقيم وتبني الديموقراطية التوافقية التشاركية واللجوء إلى المصالحة والعدالة الانتقالية لتجاوز الماضي والتطلع إلى مستقبل بناء الدولة الليبية بمعزل عن الأجندات الأجنبية.