لا يُشكّلُ موضوعُ نركسوس شيأً ذا جوْهرٍ بسيطٍ لدى شِعْرية الباروك: بل على العكْس، يُعبِّرُ عمّا يُسمّيه غاستون باشلار (Gaston Bachelard) في أيّامِنا هذِه عُقْدة الثقافة، أيْن يتزاوجُ دافِعانِ غامِضان هُما: دافِع الارْتِشاح ودافِع الانْعِكاس. فتِلْكم الصورة التي تُشيرُ لنفْس الذّات، والتي انْحنَى نركسوس لمُشاهدتِها، لا تجِدُ في تشابُهِها الأمْن الكافي. إنّ الأمر لا يتعلّقُ بالظِّل المُسْتقر لمرآة هيروديا (Hérodiade)، النّافورة الشتْوِيّة الجدْباء.