شعرية الخطاب في قصائد غادة السمان - دراسة في المكونات و الخصائص الجمالية -
Loading...
Date
2016-05-04
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila
Abstract
يعد الإبداع ، و الفنية عنصران مترابطان فلولا الفنية لما توفر الإبداع في العمل الأدبي شعرا كان أم نثرا ، و لولا الفنية لما كانت الجمالية حاضرة ، و الجمالية تتأتى من الشكل متحدا مع المضمون ، و الشعر فن أدبي اكتسب فنيته من بنيته اللغوية ، و الصوتية مما جعله أكثر وقعا من النثر في النفس ، و إذا كان الشعر القديم اكتسب جزءً من فنيته ، و جماليته من الوزن و القافية فالشعر المعاصر حظي بفنية ، و جمالية مغايرة نتجت من موسيقاه الداخلية.
و يعد شعر غادة السمان أنموذج مميز من القصيدة النثرية التي لا تقوم على وزن ، و لا قافية ، و جاء هذا البحث ( شعرية الخطاب في قصائد غادة السمان - دراسة في المكونات و الخصائص- ) كاشفا عن العناصر البنيوية لقصائدها و البعد النفسي المستمد من الاختلاف ، و التنوع خلافا للقصيدة العمودية التي تُقدم في قوالب جاهزة تُقيِّد نفثات النفس و مساهما في تسليط الضوء على شعر غادة السمان الذي رغم فنيته لم يحظ بنفس اهتمام نثرها محاولا الجمع بين العناصر الإجرائية لتحليل البنية ، و الفصل بين الأجناس التي تدخل ضمن مصطلح القصيدة المعاصرة ، و ذلك وفق منهج تحليلي ، و دراسة أسلوبية للبنية في أربعة فصول .
حيث تم التعريف بفن الشعر ، و علاقة الجمالية به ، ثم التعريف بمفهوم الشعرية وارتباط التركيب الصوتي بالإيقاع ،و التطرق إلى نشأة القصيدة المعاصرة ،و تحديد أهم خصائصها مع محاولة ربطها بالمفاهيم السابقة .
و من ثمة إيراد حوصلة عن حياة غادة السمان ،و رصد رأي النقاد فيها ،و تناول مواقفها الشعرية ، و مظاهر الجمالية في شعرها .
بعدها تمت دراسة البنية الصوتية للخطاب الشعري عند غادة السمان بالتطرق إلى مفهوم الصوت ، و عناصر نظامه ، و تسجيل التكرار ، و دلالة الحركات والأصوات ، و محاكاتها للواقع.
و أخيرا البحث في البنية اللغوية لقصائد الشاعرة بتناول مفهوم الكلمة ، و تحديد الأنساق التي اتبعتها ، و دراسة الحذف ، و التقطيع ، و الزمن الداخلي ، و أدوات الربط، و المفارقة و خاتمة أجابت عن التساؤلات ، و لخصت أهم النتائج.
لقد تغير مفهوم الشعر من قيامه على الوزن إلى قيامه على إيقاع النفس ،و غادة السمان بعد الاطلاع على شعرها يمكن عدُّها رائدة في مجال القصيدة النثرية ، و قد كان لحياتها بالغ الأثر في توجهاتها ، و مواقفها، فجسدّ شعرها ثورتها على المجتمع و جاء محملا بمعاني الاغتراب ، و خاض في مجال المسكوت عنه ، و مع ذلك لا يمكن عدها ذات نزعة لا أخلاقية ،و في توظيفها الزمن اعتمدت التنوع ، و أرجحته بين الحركية ، و الثبات ، أما في مجال الحب فعُدت من الرواد إذ أفردت له القصائد و ربطته بالتمرد حينا وبالكبرياء حينا آخر،ورسمت فيه للحزن ، و التفاؤل صورة فنية مميزة بعفوية الأسلوب الذي بث جمالية التلقي .
و قد خلقت موسيقى مميزة بتوظيفها مختلف الظواهر الصوتية مما عمق الدلالة، و شحن الحالة النفسية،وعبَّر عن المكنونات الداخلية فالحذف ،والإضافة،والتقديم ،والتأخير، و الاستبدال ،و النبر،و التنغيم،و التنوين عمليات حملت جمالية الموسيقى المتميزة و فنية التشكيل الدلالي و كذا الأمر في سيطرة صائت معين ، أو ملازمته الروي ، في حين لعب التكرار،و المحاكاة الصوتية أهميته في تأكيد المعنى ، و دعم الدلالة النفسية للزيادة من فاعلية التلقي .
و بهذا اكتسبت قصائد الشاعرة بُعدها الدلالي، و الصوتي المميز، و تأثيرها الفعال الأمر الذي يؤكد قدرة الشاعرة على حسن التأليف،و التركيب اللغوي،و الصوتي لخلق الدلالة،و بث الموسيقى .
فهي انتقت دلالاتها المعجمية ، و السياقية بأبعادها الرمزية ، و عددت أنساقها كاسرة بذلك رتابة النمط الواحد باعثة الفنية من التنوع، و اعتمدت أسلوبي الحذف و التقطيع لحضور دلالة أعمق ، و أنفذ في النفس في حين لعب تنوع توظيف الزمن الداخلي ،و أدوات الربط و المفارقة دورا هاما في بناء الدلالة ، و فتح ذهن القارئ على التأويل ، و التحليل.
و من هذا يمكن القول أن شعرية الخطاب في قصائد غادة السمان تظهر من خلال تنوع العناصر اللغوية ، و الصوتية الأمر الذي يخلق جمالية التميز، وفاعلية التلقي.
Description
Keywords
الشعرية ، الخطاب ، الشعر المعاصر ،غادة السمان ،الجمالية