أرومة النموذج الوَظيفي في التراث اللغّوي العربي قراءة إبستيمولوجية في الجهاز التداولي عند أحمد المتوكّل
Loading...
Date
2017-12
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila
Abstract
حقّقت اللّسانيات إنجا ا زت نظريّة و إبستيمولوجيّة مهمّة، سواءً على مستوى المنهج والرّؤية، أو على مستوى تقنيات التّحليل واج ا رءاته، و بفضل هذا الإنجاز العلمي تحوّلت إلى نموذج تمثيلي تتطلّع العلوم الإنسانية الأخرى إلى الاحتذاء به 1، و هذا ما أبانَ عنه الفيلسوف الإناسي " كلود ليفي ستروس "، حينَ نشرَ مُصنّفه " الإناسة البنيويّة " سنة 1958 2، مُشي ا رً إلى أنّ اللّسانيات بفضل توجّهها العلميّ ستصبح جس ا رً تعبره كلّ العلوم الإنسانيّة الأخرى 3، و بفضل المقاربة الإبستيمولوجيّة الّتي تهتمّ بصورة المعرفة اللّسانية بُغيَةَ تقويمها مِن جهة أسسها و مبادئها المصرّح بها، أو المسكوت عنها، أصبح للّغة دور مركزيّ أنتجَوعياً مت ا زيداً بالدّور الّذي تلعبه 4و ذلك لتميّزها بالقَيْدَ ينِ؛ الأنطولوجي و الإبستيمولوجي، تبعاً لهذا الجِهاز المفهومي عرف البحث اللّساني تحوّلات نوعيّة كانت نتيجة الاهتمام بهذه الآلة
المسؤولة عن التمظه ا رت اللّغوية، و لهذا يعدّ "السّؤال عن الكيفيّة الّتي استطاع بها الإنسان
أن يطوّع جهازه اللّغوي ليجعله جها ا زً مَرِناً نحو وظائف متعدّدة، سؤالاً إبستيمولوجياً
بالأساس" 5 و مِن هُنا كانت ضرورة بناء نماذج لسان يّة لرصد مُختلف الظواهر اللّغوية،
إضافةً إلى رصد بعض المفاهيم و التصوّ ا رت و كيفيّة بنائها ذِهنيّ اً و علاقة المقولات النّحويّة
بها، و نجد مِن ضمن هذه النّماذج اللّسانية " نظريّة النّحو الوظيفي " الّتي ظهرت في الثلث
الأخير مِن القرن الماضي، الّتي أرسى دعائمها اللّساني الهولندي " سيمون ديك "، و تمّت
صياغتها و نقلها إلى العالم العربي بفضل جهود اللّساني المغربي " أحمد المتوكّل " ، حيث
اعتمدها مشروعاً له في تقديم بعض المقترحات لوصف العربية، و قد ظهر ذلك في نماذجه
الّتي استحدثها مثل نحو الطّبقات القالبي، و النّموذج الموسّع، حيث حاولَ مِن خلالها إعطاء
ق ا رءة لسانية جديدة، على مستوى مِن العمق مُضيفاً تفسي ا رً لعديدٍ مِ نَ قضايا اللّغة العربيّة
منظو ا رً إليها مِن وِجهةٍ وظيفيّة.