القصة الشعبية الجزائرية بين الملفوظ و التلفّظ السردي مقاربة سيميائية لنماذج من القصص الشعبي بالشرق الجزائري
Loading...
Date
2018-05-14
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila
Abstract
القصة الشعبية الجزائرية بين الملفوظ و التلفّظ
مقاربة سيميائية لنماذج من القصص الشعبي بالشرق الجزائري.
تسعى هذه الدراسة لإعطاء قراءة جديدة للنص التّراثي الجزائري من خلال دراسة نماذج من القصص الشعبي الجزائري وفق المنهج السيميائي، لأنّ أهمية القصة الشعبية تعطيها استحقاق النقد و التحليل و الدراسة وفق منهج حداثي يراعي خصوصيتها التي تفرض وجود شخص يحكي (متلفّظ) و شخص يحكى له (متلفظ له ) و محكي يعتبر بمثابة رسالة منقولة من الراوي إلى المروي له عبر القناة الآتية: المتلفّظ ← الملفوظ ← المتلفّظ له .فإذا كان جوهر القصة ثابتا فإنّ طريقة سردها تختلف من راو إلى آخر لأنها تخضع لمؤثرات بعضها متعلق بالراوي و المروي له و بعضها الآخر متعلق بالقصة ذاتها ؛ إذ أنّنا نلمس داخل القصة الواحدة مكوّنين أوّلهما خطابي و الثاني سردي موضوع الأوّل مرسل من المتلفّظ إلى المتلفّظ له و موضوع الثاني ماثل داخل ملفوظ القصة الشعبية .
إنّ خصوصية جمع القصة بين هذين المكونين هو ما ولّد رغبة البحث في الدلالات التي تحكم بناء كلّ منهما فتمّ التوسّل بالأدوات المعرفية للسيميائية السردية و الخطابية و بالضبط بمقترح جوزيف كورتيس السيميائي الذي يرى أنّ أي حكي يمثل على مستوى التمظهر النصي ملمحين متكاملين :
- من جهة القصة المروية ، و يطلق عليها اسم :الملفوظ الملفوظ .
- من جهة أخرى ، الطريقة الخاصة التي قدمت بها هذه القصة ، و يطلق عليها اسم التلفظ الملفوظ.
تمّ الاعتماد على سيميائية العمل لتتبع مسارات بناء المعنى في الملفوظ الملفوظ و على المقاربة السميائية للتلفظ كوسيلة للكشف عن بنية التلفّظ باعتبار هذه البنية مقطعا وسيطا يضمن تحقيق ملفوظ القصة الشعبية، و باعتباره الإطار الذي يسيّج بنية الملفوظ و تتحكم فيه في نفس الوقت بنيات عاملية تماما كالملفوظ الذي يمثل الموضوع القيمي المنقول من المتلفظ إلى المتلفظ له.
فاستندت الدراسة إلى ما قدمته السيميائية السردية و الخطابية لفهم عوامل التلفظ ، لأنها رفضت استبعاد التلفظ من الدلالة و اعتباره مجرد شيء ثانوي و أقرّت بدلا من ذلك بأن التلفظ لازم للدلالة حيثما وجدت سواء في المستوى السّردي أو الخطابي لأجل ذلك كان بعد الجانب النظري - الذي تناول تعريفا بالمتن و المنهج-كان هناك جانب تطبيقي بحث بنية الملفوظ الملفوظ و بنية التلفظ الملفوظ في نماذج من القصص الشعبي بالشرق الجزائري. مكّننا الجانب النظري من تمييز أربعة أشكال للقصة الشعبية هي القصة البطولية و الحكاية الخرافية و الحكاية العجيبة و الحكاية الشعبية و مكنّتنا المقاربة السيميائية لنماذج من القصص الشعبي من ملاحظة أنّ نصوصها هي انتظام لمجموعة من القيم، منها ما أظهرته المقاربة السيميائية لملفوظ الملفوظ التي أبانت عن قيم تشكلت عبر المكّوّنين الصّرفي و التركيبي، و منها ما أظهرته المقاربة السيميائية للتلفّظ التي كشفت أنّ آثار التلفّظ و مؤشراته الماثلة في نص الملفوظ هي بنية لها مقاصد سردية وتواصلية و حجاجية منها ما هو متجلٍّ في نص الملفوظ (الصوغ النصي) و منها ما هو محايث (برنامج تلفظي).