صناعة السفن الحربية في الجزائر خلال العهد العثماني دراسة مستمدة من النصوص التاريخية والوثائق
Loading...
Date
2017-12
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila, univ-msila.dz
Abstract
مما لا شك فيه أن المخطوطات والمحفوظات الأرشيفية أمدتنا بمعلومات قيمة لا
يمكن الطعن في صحتها تفيد أن العثمانيين الأتراك أبلوا بلاء حسنا في انبعاث النشاط الملاحي
عبر كافة موانئ الحوض الغر للبحر الأبيض المتوسط الواقع تحت حكم المسلمين منذ مطلع
سنة ) 920 ه/ 1514 م(، حيث تأججت لديهم الرغبة في بناء سفن حربية لغزو العدو
المتربب بهم الدوائر فكانت عمائر تشحن بالسلاح والمقاتلة وهي ذات جودة عالية لا تقل
أهمية عما كان يصنع في دور الصناعة الأوروبية لتلك الفترة الزمنية ) 1(. وجاء هذا الأمر نتيجة
ارتباط خير الدين بربروس بالدولة العلية سنة ) 924 ه/ 1518 م( فأصبحت الجزائر تحت
لوائها ومن ولاياتها العربية الكبرى في شمال إفريقيا ) 2(. إذ أكسبها الوضع الجديد نوع من
الحماية المعنوية ودرأ عنها الكثير من الأخطار التي حاقت بها جراء تكالب الإسبان على
سواحلها خاصة بعد سقوط غرناطة آخر المعاقل الإسلامية في الأندلس ) 3(. وتبعا لهذا الأمر
الخطير الذي غلب على الساحة السياسية المتوسطية كان لزاما على السلطة المركزية بمدينة
الجزائر إزاء هذه التحولات الإستراتيجية وتغير موازين القوى لصالح الكتلة التي يسيرها فرناندو
وإيزابيلا الكاثوليكيين ألا تبقى مكتوفة الأيدي تتفرج على الصراع الدائر فوق ركح مسرح
الأحداث قبالة سواحلها بل آن لها أن تسارع إلى الميدان وأن توجه اهتمامها و الصناعات
البحرية، وتلقي بثقلها في هذا المضمار وإلا سوف تلقى مصيرها المحتوم تحت أقدام القطيع
الإسباني الذي يحارب تحت راية الصليب، فمن أجل ذلك شرعت في بناء أسطولها المهيب
.) على يد الإخوة بربروس بتأييد معنوي ومادي غير مشروط من لدن السلطان العثماني)