سياق الموقف عند علماء الأصول )أبو يعلى الحنبلي نموذجا(
Loading...
Date
2017-12
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila
Abstract
لا ت ا زل فكرة السياق قطبا أساسيا يدور حوله علم الدلالة، وتُكتشف به دلالات الألفاظ
ومعانيها التي قصدها المتكلم، والتي ينبغي على السامع فهمها كما يريد المتكلم.
ولأهمية السياق فقد توجه إليه العلماء قديما وحديثا بالد ا رسة والبحث، وأسست لذلك
نظريات وأبحاث في العصر الحديث تحاول أن تدرس السياق وتكتشف مكانته المتميزة في
علم اللسانيات وعلم الدلالة على وجه الخصوص، ومن هذه النظريات ما سُمّي باسم السياق
نفسه، وهي النظرية السياقية.
ولقد عرف الأصوليون قيمة السياق فيما هم منشغلون به من الكشف عن مدلولات الألفاظ
بغية استنباط الأحكام الشرعية، وتكلموا عنه كثي ا ر، ولكنْ بمصطلحات عديدة من أشهرها:
القرينة والدليل والدلالة والسياق وغيره.
وأدركوا أيضا تنوع السياق بين المقام والمقال، ومما سموا به المقام: الحال؛ تيقّنا منهم
بأهمّيّته في الكشف عن المقاصد، وسنتعرّض في هذه المداخلة إلى سياق المقام أو سياق
الموقف ودلالته، وكيف استغله علماء أصول الفقه في مباحثهم الأصولية، ونبيّن على وجه
الخصوص ما جاء من ذلك عند الأصوليّ أبي يعلى الحنبلي من خلال أشهر كتاب له في
علم الأصول، والموسوم ب: العدة في أصول الفقه.
ونهدف من خلال موضوع المداخلة إلى التأكيد على أمرين هامّيْن: الأول أنّ فكرة السياق
التي تمثّل محو ا ر أساسيا في علم الدلالة لها جذورها الأصيلة في ت ا رثنا اللغوي والفكري
والفقهي، بفضل جهود علمائنا الأوائل، والهدف الثاني هو أن علماء الأصول قد ساهموا في
كثير من المسائل والقضايا اللغوية، في تأصيلاتهم الفقهية، وذلك لارتباط اللغة بمهامّهم التي
اضطلعوا بها في علم الأصول، من تقعيد للقواعد واستنباط للأحكام.