البناءالتخييلي في السردالروائي الجزائري ، رواية " رمادالشرق " لواسيني الأعرج أنموذجًا

Loading...
Thumbnail Image

Date

2018-09-25

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

Université de M'sila

Abstract

الحديث عن التعالق بين التاريخ ،والتخييل، تجلى أكثر في الرواية، كجنس تعامل مع التاريخ تعاملا مكثفا، كشفته الكتابات السردية المعاصرة ، وبذلك أصبح الاشتغال على التاريخ هاجسا فنيا لدى العديد من الكتاب ومن بينهم الروائي واسيني الأعرج. وهذا ما حفزني على البحث في العلائق بين التاريخي، والتخييلي، فواسيني الأعرج يهدف في مشروعه الروائي إلى إعادة كتابة التاريخ روائيا، وهو ما جعلني أتناول إنجازه السردي الموسوم ب"رماد الشرق" مظهرا رؤيته للواقع العربي في ضوء الأحداث التي يمر بها العالم . وقد حاولت استجلاء اشتغال التاريخ ضمن التخييل السردي، وهذا ضمن السؤال عن الممارسة الإبداعية الروائية:  هل هي ممارسة تخييلية منذورة بطبيعتها لأن تكون تجاوزًا إبداعيًا مسرفًا للوعي القائم بحثًا عن وعي بديل و ممكن؟. هكذا بدا لي الإشكال العلمي حول السرد بين المرجعي والتخييلي، وهكذا تصورت اشتغال الروائي على التاريخ وكيفية استدعائه في النصوص التخييلية. وللإجابة عن هذا التساؤل ، فقد قسمت مضمون البحث إلى أربعة فصول: في الفصل الأول تناولت نظريات السرد و قضايا المصطلح السردي ،مع وضع تصور للعلاقة بين السرد والتخييل. ثم انتقلت إلى الحديث عن التاريخ والسرد، وحددت مفهوم التخيل التاريخي كبديل للرواية التاريخية. تناولت في الفصل الثاني قضية الشخصية الروائية، ومختلف التصورات التي أثيرت حولها. كما كان لي حديث عن السارد، وكيفية تقديمه للعالم التخييلي إلى القارئ. ثم تطرقت إلى المشهد، وأثره الإنفعالي . أما في الفصل الثالث فقد ركزت على بقية المكونات الخطاب السردي من الحدث الروائي ،الفضاء المتخيل في الرواية ،الزمن في الرواية، لغة التخييل السردي ومختلف تمظهراتها في الرواية. في الفصل الرابع حددت العلاقة بين القارئ، والمؤلف، والنص، وكيفية التفاعل بين هذه العناصر ،وكذا الانتقال السردي من عالم القيم (الإيديولوجيا) إلى (الأكسيولوجيا)، وهذا ما فتح المجال للتطرق إلى السرد الثقافي في الرواية. ولكي يحقق البحث الهدف المنشود استعنت بآليات التحليل السيميائي في دراسة الخطاب السردي ، وكذا آراء فانسون جوف، وبهذا نخلص إلى نتائج، لعلها تفضي إلى أسئلة أخرى تتعلق بالمتن الروائي الجزائري ،ومن أهم هذه النتائج: - إن التصور الجديد للتخييل يعتبر هذا الأخير بناء للواقع وتحويلا له، يساعد على رؤية الواقع من وجهات نظر مختلفة، كما أنه يساعد على فتح آفاق جديدة للتأمل. ووفق هذا التصور يصبح العمل الروائي نوعا من الفهم التخييلي للواقع، ونوعا من الاستيعاب أو التأويل لهذا الواقع، ولنقل تحويلا للواقع وإبداعا له - لقد سيطر على الروائي النزوع إلى استعادة الماضي بهدف ترسيخه في أذهان كل من لم يعايش مأساة احتلال البلاد العربية ، وفلسطين.. . لذا تتأرجح رواية "رماد الشرق" بين التاريخي والتخييلي، فهي نص يتشكل على الحدود بين التأريخ والتخييل. - الشخصيات ذات المرجعية التاريخية، حين تقحم في حكاية متخيلة تصبح بفعل التخييل شخصية تخييلية، أو جزءا من التخييل. - لقد تضمنت رواية "رماد الشرق" خصوصيات جمالية وفنية استدعت وجود التاريخ كمادة سردية ودلالية في الوقت نفسه، وقد تبنت الرواية في استيعابها للمادة التاريخية نسقا قرائيا يناقض النسق التسجيلي، فالحوادث ذات الصلة الحقيقية بالتاريخ، انصهرت كليا ضمن إطار جمالي اقتضته آليات صياغة العمل الروائي. - إن أهمية هذه الرواية تبقى كامنة لا في صيغتها وطريقة بنائها ولكن في ما تطمح إليه من غايات: التسامح الديني والتعايش العرقي والسلام في الشرق العربي والعالم عموما إلا أن البعد السياسي لمفهوم التعايش والبعد الثقافي للتسامح لا يمكنهما التحقق وهذا لوجود الكثير من المعوقات التاريخية، والسياسية، والثقافية، والعرقية، التي تحول دون ذلك. - أتى الخطاب مكسرا للبنية التقليدية على مستوى تقديم القصة، سواء على مستوى الزمن أو الصيغة أو الرؤية، فالتقطيع، والتداخل، والتعدد، كسمات في الخطاب تدفع القارئ إلى القراءة التأملية لكشف الغموض على مستوى اللغة، والأسلوب . - أتى النص الروائي منفتحا على الإنتاج الدلالي، وإنتاج القيم الجمالية الجديدة، كما أنه أتى متموقفا من الذات، والواقع، والتاريخ، عبر نقده لمختلف أنماط الوعي التي عمل على كشفها، لذلك تظهر الهزيمة هزيمة مجتمع بأكمله، لقد جاء النص أكثر نقدا لأسباب الهزيمة، لقد كانت شاملة وتجلى الموقف النقدي بارزا في نقد مختلف الأطراف، ومختلف العلاقات السائدة. - وبهذا نصل إلى اعتبار التخييل عنصرا بنائيا متعامدا من الناحية السياقية والنسقية مع مجموع مكونات الكيان الروائي. ومعنى هذا أن خطاب التخييل يمثل في العمق وجها حاسما، وأساسيا من أوجه السلطة الإبلاغية للرواية، إلا أنها سلطة لا تكتمل وظيفيا ،إلا بتعالقها مع محتوى التجربة الواعية المتعقلة التي تضبط مسار انتظام ،واشتغال السرد ،من حيث هو صيغة تعبير، ونمط تواصل وترميز، وإبلاغ، وذلك لأن الوعي هو الشعلة المتوقدة التي تنير جنبات العالم. - أن مسألة القراءة لا زالت في بدايتها، فهي موضوع يغري بالمزيد من التأمل والتبصر، ولا سيما أنها مرتبطة بذات قارئة، وما يسري على تعقد وتشابك هذه الذات يسري على فعل القراءة.

Description

Keywords

Citation