تلقي الخطاب الصوفي في النقد العربي بين القديم والحديث
Loading...
Date
2019-01-28
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Université de M'sila , univ-msila.dz
Abstract
شكَّل الخطاب الصوفي منعطفا تاريخيا كبيرا في الثقافة العربية، وذلك لِما أحدثه من إشكالات واختلافات في الرؤى النقدية والفكرية التي دارت حوله، وإذْ يشغل الخطاب الصوفي وفق مستويين، من حيث هو خطاب لفظي (فعل الكتابة)، ومن حيث هو ممارسة عَملية فإنَّ حضوره متعدد الأبعاد، متنوّع المناحي، ذو أفق لا متناه في طلب المعرفة الروحانية، وعليه فإن قراءة وتلقي الخطاب الصوفي تعد واحدة من أصعب الأعمال التي يحتاج السائر فيها إلى مواصفات معينة، كما أنَّه من الظلم والتعسف إصدار أحكام ذاتية بخصوص هذا الخطاب، لا تتجاوز ظاهر الكلمات، ودون إعمال للفكر والنَّظر والتدبر، أو دون تفعيل لآليات التأويل، للوقوف على مقاصد ومعاني الخطاب الصوفي.
والحقيقة أن القضايا والإشكالات التي يثيرها هذا الخطاب كثيرة إلى حد يصعب حصرها أو الإشارة إليها في بحث واحد، غير أن أزمة التواصل التي رافقت التصوف تبقى واحدة من أهم الإشكالات الفكرية التي يثيرها هذا الخطاب، ويبقى لكل قراءة مرجعياتها، ومظاهرها المعرفية والجمالية، التي تتبدى في طبيعة المقاربات التي يضطلع بها كل سؤال من تناول فقهي ديني أو تناول إحيائي، وآخر تأصيلي، غرضها إبراز هذه النصوص وتحقيقها، ودراستها دراسة منهجية بغية الاعتراف بها كنصوص، ومساءلتها من حيث الوظائف المستجدة والرهانات التاريخية.
هذا التنوع في أشكال القراءة يكشف من زاوية أخرى عن ثراء المدونة الصوفية واستقراء أحوال الإنسان، فهذا التنوع كان سمة المواقف التي تمَّ تبنيها اتجاه هذا الخطاب، وهو الذي أكسبه الاستمرارية، وأعاده إلى الحياة ليكتسح مختلف المجالات، ويُسجل حضوره الفاعل والمُؤثر والمتواصل فيها، حتى أضحى ضرورة حضارية تمليها حاجة راهنة، لأنه أفرز معرفة مخصوصة أساسها إشاعة ثقافة التسامح والحوار بين الثقافات والأديان ومحاولة إزالة كل مسببات الفوارق.
Description
Keywords
univ-msila.dz