السكن الاجتماعي الجماعي في المناطق الجافة وشبه الجافة ـ دراسة نقدية تقييمية ونقدية حالة مدينة بوسعادة

Abstract

لقد تجمعت مجموعة من العوامل جعلت من السكن الإجتماعي الجماعي ضرورة ملحة وأمرا ممكنا ، كما جعلت من الإتجاه نحو المباني الضخمة والعالية التي تحوي أعدادا كثيرة من السكان ، تكاد تكون هي النمط المعماري الغالب متى سمحت ظروف الأرض المخصصة للمشروع وقوانين لبناء ، ومن أهم هذه العوامل التقدم التكنولوجي في صناعة البناء واختراع المصاعد الكهربائية ، بجانب تناقص الأراضي الصالحة للبناء وارتفاع ثمنها ، إضافة إلى التضخم السكاني الهائل وما يتطلبه من الحاجة الملحة إلى أعداد رهيبة من المساكن التي يلزم توفيرها لهؤلاء السكان . كل هذا سبب في ظهور نمط واحد أو أسلوب واحد للبناء يمكن تطبيقه في أي بقعة من بقاع الأرض ، دون مراعات العوامل الاجتماعية والعوامل المناخية المميزة لكل منطقة ، مما ولد جملة من التوترات لتي ترجمت ببعض التصرفات العدائية اتجاه هذا الإطار المبني ، حيث تجلت في تغيرات مجالية شملت كل من المظهر الفيزيائي العام للسكن ومحيطه الخارجي المباشر . مع ذلك ورغم أن هذه المحاولات تبدو شرعية في بعض الحالات كالبحث عن المزيد من الحرمة لأسر ، الإحساس بالأمان ، المجال الشخصي وتوافق السكن مع البعد الاجتماعي والعوامل المناخية المميزة للمناطق الجافة والشبه الجافة . بالإضافة إلى التملك الفوضوي للمجالات وأماكن خاضعة للملكية شبه جماعية والجماعية وإدماجها مع المجال الداخلي الخاص أو تحويل هذه الأخيرة عن وظيفتها الاساسية وهو ما يعكس التفاوت بين المصمم واحتياجات المستعمل . مدينة بوسعادة وعلى غرار جل المدن الجزائرية تشهد نموا حضريا كبيرا يدرك من خلال التوسع العمراني السريع الذي أتى على جل الاحتياطات العقارية المحدودة بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة ، قلة المجال المخصص للتعمير والضغط الكبير للطلبات المتزايدة على السكن والمرافق العمومية كانت من أسباب ظهور أشكال عمرانية جديدة غريبة تتمثل في نمادج مستوردة تطبع صورة المجال الحضري للمدينة ، الذي ما فتئ يعرف تدهورا وتدنيا كبيرين كتعبير ورد فعل لرفض هذه النماذج التي تتجاهل العوامل المناخية واحتياجات المستعمل.

Description

Keywords

السكن الاجتماعي الجماعي, التغيرات المجالية, التوافق, المناطق الجافة وشبه الجافة

Citation