لرصد موقفاملستوطنين األوروبيين فيالجزائر من اندالع ثورة نوفمبر سنجد أنفسنامضطرين
إلى رصد مواقف كبار املوظفين وكبار اإلقطاعيين ألنهم تصرفوا وكأنهم الناطق الرسمي باسم كل
األقدام السوداء، فدافعوا بشدة عن الجزائر الفرنسية ومنعوا كل مسعي إلحداث تغيير لفائدة
املسلمين الجزائريين خوفا على مصالحهم، وهو ما يمكن للباحث أن يكتشفه من خالل دراسة
مواقفهم مثال من مرسوم 07 مارس1944 وقانون الجزائر الذيصدريوم 20 سبتمبر 1947م.
ويتعتبر هنري دوزن )Dozen Henri )أن هذهالفئة ال تمثل عاملاكبيراولكنها تمثلضجةكبرى. في
إشارة منه إلى أن عددهم كان قليال بالنسبة لعدد املسلمين الجزائريين ولكن وزنهم السياس ي كان
كبيرا، فقد كانوا سادةالجزائر املستعمرةمن دون منازع
وكانت هذه الطبقة االجتماعية املؤثرة منغمسة في األحداث السياسية، بل إن ممثليها سواء
بالبرملان الفرنس ي بغرفتين أوباملؤسسات الجزائرية،كاملجلسالجزائري واملجالسالعامة على
مستوى املقاطعات الجزائرية يتمتعون بتأثيرات حاسمة في السياسات الجزائرية للحكومات
الفرنسيةاملتعاقبةبغضالنظر عن مشاربها االديولوجيةوتوجهاتها السياسي