لقد عرفت الجزائر منذ سنة 2880 م أبشع استعمار أوروبي عرفه التاريخ حيث تعرضت لاحتلال عسكري من طرف القوات الفرنسية بعد أن اختلقت الذرائع، وقدمت تبريرات واهية لعملية الاحتلال، حتى تضفي الشرعية على استعمارها للجزائر، وعقب سقوط مدينة الجزائر وإمضاء معاهدة الاستسلام، عملت على التوسع والتغلغل نحو المناطق الداخلية، وصولاً إلى عمق الصحراء الجزائرية، وللإشارة فإن التوسع الفرنسي نحو الجنوب كان لتحقيق عدة أهداف استعمارية، يأتي في مقدمتها ربط المستعمرات الفرنسية في إفريقيا ببعضها البعض، وتسهيل عملية تنقل الجيش الفرنسي، والسيطرة على الطرق التجارية الصحراوية، ولتحقيق هذه الأهداف استخدمت السلطة الاستعمارية عدة وسائل استخباراتية، أهمها البعثات العلمية الاستكشافية والتي زادت من الاهتمام الفرنسي بالجنوب الجزائري، وعجّلت من عملية الغزو العسكري للجنوب الجزائري، خاصة بعد استفادتها من التقارير الاستخباراتية الجغرافية والحضارية للصحراء الجزائرية