Faculty Publications
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing Faculty Publications by Subject "الديمقراطية-الثقافة السياسية-النظام السياسي- السلم"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
Item Open Access ملتقى التحول الديمقراطي لطلبة السنة الثالثة علوم السياسية فرع العلاقات الدولية(جامعة محمد بوضياف المسيلة, 2015) محمد بوضياففي الأخير و بالرغم من أن النظام السياسي الجزائري، في الفترة لما بعد إلغاء المسار الانتخابي عرف اضطرابا كبيرا، أفرز أشكالا من العنف والتطرف ومحاولات لحسم وتسوية الصراع السياسي والثقافي والاجتماعي بطرق جد متطرفة. و بالرغم من سواد ثقافة النهب والاستغلال وعدم المسؤولية وغياب الدولة. و بالرغم من الدعوة والرجوع و إلى أفكار وأنماط من التنظيم الاجتماعي دون الدولة(حركة العروش) و إقحام عناصر الهوية الوطنية في قلب التنازع السياسي مما هدد سلامة النسيج الاجتماعي وأمن اللحمة الوطنية. بالرغم من كل هذا فإن الفوضى والخراب اللذان سادا في عشرية الأزمة، كانا يؤسسان لموقف وسط معتدل، حيث أنه مع طول زمن الصراع وتعاظم عدد الضحايا واستحكام الحصار الدولي الذي ضرب على الجزائر، اقتنع جميع الفر قاء أنه لا مناص من التصالح والوئام وإخراج عناصر الهوية من الصراع والاعتراف لبعضهم البعض بحق المواطنة، فأبعدت العناصر المتطرفة من كلا الفريقين المتنازعين (الاستئصاليون من العلمانيين والإسلاميين على السواء)، فاختفت في مرحلة ما بعد 1999 أحزاب وجرائد و رجال كانوا عناصر استفزاز للأخر، ومنع من النشاط مناضلو الأحزاب المتطرفة، وهنا إشارة إلى كل من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي توارى عن المشهد السياسي واختفت معه جريدة لوماتان والتي لم يكن لها هم إلا مهاجمة الإسلاميين وما يمت اليهم بصلة، كما توارى بعض رموز الاستئصال من أمثال الجنرال محمد العماري والشريف فضيل وغيرهم من قادة التوجه الإستئصالى، وفي المقابل منع النشاط من قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وتكاد تمنع بالمرة قواعدهم من المساهمة في القوائم الانتخابية، في حين تشكلت تحالفات جديدة ضمت أفكارا وبرامج كانت تبدوا متناقصة كعنوان لمرحلة جديدة يتعايش ويتسامح فيها الجزائريون بكل أطيافهم، وسويت القضية الأمازيغية بحيث لم تعد تشكل محورا للنضال بالنسبة لأبناء منطقة القبائل فقد وضعها التعديل الدستوري في المكان الذي يجب أن تكون فيه، ومن ثم إخراجها من اللعبة السياسية أو تكاد. كما استطاعت القيادة الجديدة أن تفرض اهتمامات جديدة على النشطاء السياسيين والاقتصاديين ابتعدت بهم عن الإيديولوجية والتعصب الفكري وإحالتهم إلى ثقافة البناء وإصلاح الدولة ومصداقية التمثيل في المؤسسات، فقل الحديث عن التزوير والإرهاب وراح المتتبعون للشأن السياسي والاقتصادي ينتقدون انجازات برنامج الرئيس المدعوم من أكبر ثلاثة أحزاب في البلد، وتركزت ملاحظاتهم على الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية، وهي بلا شك تحولات ايجابية من حيث الثقافة السياسية.