خلص هذا البحث إلى أن الإسلام حریص كل الحرص على سلامة الزوجین
من العلل والعیوب، كما أنه حریص أیضا على منع انتقال الأم ا رض المعدیة
والأوبئة الخطیرة إلى الآخرین، ولذلك فإن الفقهاء قد حدَّدوا عیوبا توجب
التفریق بین الزوجین، والتي في مجملها إما أن تكون مانعة من الوطء
لوجود عیب في أحد الزوجین، أو تكون مظنة الضرر والخطر بتعدّیها إلى
الغیر ونحو ذلك مما یتنافى ومقاصد الزواج. ومن ث مََّ فإن القول ال ا رجح
والمختار الذي یتماشى ومقاصد الإسلام وقواعده العامة بخصوص مرض
الإیدز أنه من أخطر الأم ا رض المعدیة والأوبئة الفتاكة التي تهلك النفس
والنسل، وبالتالي فإنه یخلُّ بمقاصد الزواج، ومن ثمَّ اعتبر الفقهاء مرض
الإیدز عیبا یوجب التفریق بین الزوجین، لأن بقاء السلیم مع المصاب بهذا
الداء فیه ضرر بالغ على الزوجین والأبناء والأسرة والمجتمع جمیعا،
والضرر مدفوع شرعا.