إن تحقيق المخطوطات يعتبر أهم إنجاز للدارسين والباحثين قصد كتابة سليمة للتاريخ العربي الإسلامي بصورة عامة والتاريخ الموريتاني بصفة خاصة، وذلك نظرا لكثرة المخطوطات وتنوعها وإلغاء الضوء على المسائل الغامضة منها، وذلك يتطلب إعدادها وتنقيحها وغربلتها لجعلها في متناول الجميع من باحثين وطلبة إلى غير ذلك، إن إهمال دراسة وتحقيق مخطوطاتنا هو اغتيال لوجداننا الحضاري العميق، لاسيما المخطوطات التي تعالج الأوضاع السياسية السائدة آنذاك وتهتم بالإصلاح السياسي والسِلم الأهلي للمجموعات القبلية في الصحراء الكبرى، إن النص الذي قمنا بتحقيقه من النصوص النادرة التي تهتم بالواقع السياسي للمجموعات القبلية في بلاد شنقيط، ورسالة المخطوط تدخل في إطار عدة رسائل دأب الشيوخ الزاوية الكنتية على تدبيجها وإرسالها قصد الإصلاح، وذلك راجع إلى خصائص فكر الإصلاح والسياسة لديهم.