décembre 2019
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing décembre 2019 by Author "الجرّاح عامر"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
Item Open Access الإحالة التداوليّة عند البلاغيّين والنقّاد العرب(Université de M'sila, 2019-12) الجرّاح عامرعُرّفت التداولية في أحدث تجلّياتها بأنها دراسة "استعمال اللغة في التواصل والمعرفة", وهي بذلك وبحكم خروجها على البنيوية التي تدرس اللغة منغلقة على نفسها بعيدًا عن الاستعمال= تجعل من الإحالة مفهومًا بارزًا من مفهوماتها المتعددة, فالتداولية في حقيقتها بناءٌ من شبكةٍ من المفهومات التي تلتقي في توجّهها نحو الخطابات بغية الكشف عن أطرافها وغاياتها ومدى نجاحها أو فشلها, وتُعنى بشروط نجاحها في الإخبار أو التأثير, إنها آلية تعالج الإفهام والفهم بالمعنى الواسع والقريب, ويظهر جليًّا الأثر الذي تحدثه الإحالة إلى الواقع في تحقيق الفهم, ونحن في هذا البحث سنسعى إلى إقامة البناء النظري للإحالة التداولية, ثم نعمل على إسقاطها على البلاغة والنقد العربيَّين بغية الكشف عن جانبهما التداولي التواصلي الذي يتمثّل في تحقيق الإفهام, ونحن نُدرك أن جُلّ البحوث التي تناولت الكلام على البلاغة والنقد تطرّقت للجانب الفنّي الجمالي وأغفلت الجانب التداوليّ النفعيّ، ونبيّن أنّ مفهوم الإحالة التداوليّة تجلّى في البلاغة والنقد في معرض الحديث عن المعنى؛ صحةً أو خطأً، وتقصيرًا أو مبالغةً أو غلوًّا، فرأينا أن نجعل البحث في مبحثين: أمّا المبحث الأول: الإحالة في الدرس التداوليّ= فيعرض لمفهوم الإحالة في الدرس التداوليّ، من خلال التركيز على نقطة انطلاق الحديث عنها، ومن خلال بيان علاقتها بالمفهومات التداولية كأفعال الكلام التي تنقل الحدث من الكلام إلى الواقع، وكالمحدّدات الإشارية التي تتطلّب مرجعًا خارجيًّا تؤول إليه لنفهم المراد منها. وأمّا المبحث الآخر: تجلّيات الإحالة التداولية في التراث البلاغيّ والنقديّ العربيّ= فيبحث في تجلّيات الإحالة التداولية في التراث البلاغيّ والنقديّ العربيّ، فيعرض للمفهومات النقدية والبلاغية التي تمسّ مفهوم الإحالة التداولية، أو تمتّ لها بصلة ما، مع العلم أنّ مصطلح الإحالة لم يرد عند العرب، إنما عرضوا لما يؤدّي إليه، ونذكر هنا مصطلحات بلاغية ونقدية من قبيل التقصير عن الغايات، والتتميم، والمبالغة، وإصابة التشبيه، وصحّة الدلالة، والغلط، والغلوّ، والإسراف، وغير ذلك من المصطلحات التي رأينا أنها تنخرط في ثلاثة مسالك رئيسة: أولها (المقاربة)، بأن يكون المعنى أو الكلام قريبًا إلى مرجعه، وثانيها (المطابقة) بأن يطابق الكلام مرجعة تمامًا أو قريبًا من التمام ونعني في التقريب المبالغة القريبة من المطابقة، وآخر المسالك (المفارقة) بأنّ يبتعد الكلام عن مطابقة المرجع كما في المبالغة البعيدة أو الغلوّ.