سيف الإسلام, محمد2020-02-122020-02-122019-11http://dspace.univ-msila.dz:8080//xmlui/handle/123456789/19247ملخص: إن دراسة شخصية المثقف في الرواية العربية المعاصرة،تقتضي إحاطة شاملة بجملة من الأبعاد الفكرية، والفنية، ورصداً للعديد من التحولات والتطورات الاجتماعية على الصعيد العربي،فعلى الرغم من أهمية موضوع «شخصية المثقف في الرواية العربية المعاصرة»،غير أنه لم يحظ باهتمام كبير من قبل الدارسين، ولم يُتناول باستفاضة،فمن خلال محاولتنا رصد أهم الأبحاث التي أنجزت حوله، والتي تندرج تحت لوائه، نلفي قلة من الكتاب من تعرضوا لهذه القضية الهامة، ومن بين هؤلاء نذكر: الدكتور عبد السلام محمد الشاذلي، الذي أماط اللثام، وكشف الحجب على مرحلة من المراحل التي مرت بها الرواية العربية في مصر، وذلك في دراسته الموسومة ب:«شخصية المثقف في الرواية الفنية العربية الحديثة بمصر1834-1952م»، ومحمد رياض وتار الذي تطرق للرواية العربية السورية، وذلك في كتابه:«شخصية المثقف في الرواية العربية السورية»،وكل من الأستاذين: بوعلي ياسين، ونبيل سليمان في كتابهما القيم:«الأدب والأيديولوجيا في سورية:1967-1937م»، ودرس الناقد محمد كامل الخطيب في كتابه:«الرواية والواقع» شخصية المثقف في العديد من الروايات العربية،كروايات هاني الراهب، وجبرا إبراهيم جبرا، وحليم بركات، كما تناول مجموعة من الباحثين صورة المثقف في القصة الجزائرية وذلك في كتاب:«صورة المثقف في القصة الجزائرية المكتوبة بالعربية»، ومما لا يشوبه ريب أن الدراسات التي ذكرناها سلفاً ذات قيمة علمية وأكاديمية، وتمثل إضافات قيمة على مستوى الساحة العربية،بيد أن موضوع تجليات المثقف وصورته يحتاج في نظرنا إلى دراسات أخرى أوسع، وذلك نظراً لاتساع الموضوع نفسه،فالرواية العربية مرت بمراحل لاحقة، ولم يُرصد هذا الموضوع فيها. ويهدف هذا البحث إلى عرض منظور الروائي والناقد التونسي المعروف ،والمتميز الدكتور محمد رجب الباردي، أستاذ الأدب المقارن بالجامعة التونسية سابقاً،ومؤسس مركز دراسات الرواية العربية، والمشرف على ملتقى الرواية العربية ومؤسسه كذلك، ومدير مهرجان قابس الدولي لعدة دورات ،فقد عرفنا الدكتور محمد الباردي-رحمه الله- من خلال إنتاجه الأدبي ،والذي تجلى في شقين رئيسين هما: الجانب الإبداعي،والجانب النقدي، فبقدر ما أسهم في إثراء الحركة الإبداعية، والسردية في الوطن العربي،بالعديد من الأعمال المهمة،مثل:«مدينة الشموس الدافئة»،و« الملاح والسفينة»،و« قمح إفريقيا»، و «الكرنفال»، التي حازت على جائزة الكومار الذهبي سنة:2004م،فإن له إضافات ثرة على مستوى الساحة النقدية العربية كذلك، وهو صاحب رؤى، وأفكار عميقة في هذا الميدان، ومن بين دراساته النقدية:«الرواية العربية الحديثة»،و«في نظرية الرواية»،و«سحر الحكاية: الراوي، والمروي، والميتاراوي في أعمال إلياس الخوري»،وغيرها. وليس لأحد أن يشكك في أن المجال الذي ظهرت فيه براعته،هو مجال نقد الرواية، ولذلك سأركز في هذا المقال على جهوده البارزة في دراسة صورة المثقف في الخطاب الروائي العربي، وأتوقف على وجه خاص مع دراسته القيمة لشخصية المثقف في الرواية العربية المعاصرة،والتي تقتضي إحاطة شاملة بجملة من الأبعاد الفكرية، والفنية.تجليات صورة الـمثقف في الخطاب الروائي العربي -وقفة مع منظور محمد الباردي-تجليات صورة الـمثقف في الخطاب الروائي العربي -وقفة مع منظور محمد الباردي-Article