معوش, ايمان2018-04-292018-04-292017-04-06http://dspace.univ-msila.dz:8080//xmlui/handle/123456789/4046ترتبط التربية منذ القدم بالحياة البشرية، فهي التي تقوم سلوك الانسان وتنميه وتحسنه، ولا يمكننا اليوم ان نتخيل حياة الانسان دون التربية على عكس ما كان في العصور القديمة، التي كان فيها الاهتمام بالتربية شبه منعدم، بل وكان الناس يرون انهم ليسوا بحاجة اليها. في العقود الأخيرة، زاد الاهتمام بمجال التربية وذلك لان تطورات العصر نتج عنها مشاكل اجتماعية كان من واجب الفكر التربوي معالجتها، بل واصبح الفكر التربوي بذلك جزءا لا يتجزأ من البنية الاجتماعية، يتأثر بتأثرها واصبح للتربية موضوعات عديدة وذلك لارتباطها بالمدرسة والتعليم فتعددت النظريات التربوية كل يربطها بمجال تكوينه، فارتبطت بعلم الاجتماع الذي يرى أصحابه، إن التربية تقوم على أساس التنشئة الاجتماعية الممنهجة التي يمارسها الأجيال السابقة على الجيل الصاعد، وكذا بعلم الانسان كون الانسان هو محور العملية التربوية، كذلك ارتبطت التربية بعلم الاحياء بحيث اهتم أصحابه بدراسة الكائن الحي من الناحية العضوية، وكذا دراسة القوانين الخاصة بالنمو والتكيف، ونجد التربية أيضا قد ارتبطت بالفلسفة باعتبار ان لها دورا في صوغ التربية واتجاهاتها. ولعل من أبرز المفكرين المعاصرين الذي ارتبط اسمه بمجال التربية نجد جان بياجيه الذي حاول بدوره معالجة التربية وفق رؤية مختلفة عما ذهب اليه باقي المفكرين. يعتبر بياجيه علما من أعلام القرن العشرين، وذلك لغنى حياته العلمية والعملية، ولأهمية مساهمته في تقدم الفكر العلمي، خاصة العلوم الإنسانية ومنها الأبستمولوجيا. فقد تميزت حياة بياجيه بغزارة الإنتاج، ذلك أنه ألف العديد من الكتب تجاوزت الستين كتابا، بين كتبه الخاصة وأخرى مشتركة وأخرى أشرف عليها، ولن يذهلنا هذا العدد لأن بياجيه قد كرس ما يفوق عن الستين عاما من حياته في التأليف، جاب خلالها العديد من الميادين كالبيولوجيا، علم النفس، الأبستمولوجيا، والفلسفة، والتربية، لكن إنتاج بياجيه تمحور حول مشروع محدد، تمثل في مسألة المعرفة، فدرسها دراسة علمية نتج عنها ما يسمى بالأبستمولوجيا التكوينية، الذي أوجد لها امتدادات وتطبيقات في مجال التربية التعليمية. لقد تأثر بياجيه في فكره التربوي، بالعديد من العوامل سواء على المستوى الشخصي متمثلا في الحياة الفكرية، التي عاشها أو بالنسبة للعصر الذي عاش فيه بكل أحداثه، أو بالنظر إلى المنابع الفكرية المتمثلة في العلماء والمفكرين، الذين ساهموا كثيرا في تكوين فكره التربوي. لقد تأسست نظرية المعرفة كمبحث فلسفي، على النظر في طبيعة المعرفة، من ناحيتها المجردة الميتافيزيقية، بوصفها علاقة بين الذات والموضوع دون دراستها على المستوى الواقعي، وقد ترتب عن هذا الاعتقاد بقدرة الفلسفة ونظرية المعرفة بشكل خاص، من إنتاج معرفة ميتافيزيقية تتجاوز المعرفة العلمية، وهذا ما جعل التمييز قائما بين الفلسفة والعلم. هذا الطرح التقليدي لمشكلة المعرفة ظل مثار جدل في الفلسفة المعاصرة محاولين بذلك تجاوزه والتأسيس لفلسفة تساير الفكر العلمي الجديد، ولعل من المواقف البارزة في الابستمولوجيا ازاء هذا الطرح: الابستمولوجيا التكوينية عند جان بياجيه، الذي دائما ما أكد على التمييز بين الفلسفة والعلم، باعتبارهما ميدانان مختلفان، من ناحية طريقة التفكير فيهما. لقد اشتهر جان بياجيه بإبستمولوجيته التكوينية التي قضى حياته في سبيل تحقيقها هذه الابستمولوجيا التي تدرس المعرفة بطريقة شاملة من حيث تاريخها وكذا تكوينها الاجتماعي وأصولها السيكولوجية ولذلك درس بياجيه تطور التفكير عند الأطفال وربطه بتطور المعرفة الانسانية منذ ولادة البشر هذا التعدد في فكر بياجيه جعله ملما تقريبا بكل فروع علوم عصره وكان ذلك ضروريا لتحقيق هدفه الأساسي المتعلق بالابستيمولوجيا التكوينية ولكن بياجيه كان الفكر التربوي لديه لا يمثل إلا جزءا محدودا جدا من مشروعه الأكبر لكن كتابات بياجيه تتقاطع بشكل كبير مع حقل التربية وذلك من خلال الموضوع الذي تشتغل عليه وهو الطفل ولذلك نجد الكثير من الباحثين في التربية والبيداغوجيا يبررون نظرياتهم وآرائهم بكتابات بياجيه في التربية والتي هي كتابات قليلة جدا مقارنة بمجموع اعماله ولكن هذا لا يعني أن بياجيه لم يكن له مساهمة كبيرة في مجال التربية فمن خلال كتابات قليلة برز اسمه ضمن هذا المجال ولذلك لا يمكن الاستهانة بالمسار التربوي لبياجيه.otherابستمولوجيا، التربية، بياجيه، النمو العقلي، البنية العقلية، البيولوجيا، السيكولوجيا.مشكلة التربية عند جان بياجيهThesis