حليمة, شيخ2022-09-212022-09-212022-09http://dspace.univ-msila.dz:8080//xmlui/handle/123456789/31964إن عبد الرحمان بدوي كمؤرخ للفلسفة قد استقى جملة افكاره من الفلسفة الوجودية وبخاصة فلسفة هيدجر، إذ يعتبر أن مذهبه الوجودي هو تكملة لوجودية هيدجر، وهذا ما لاحظته من خلال المقارنة يينهما غير أن تأثير بدوي بهيدجر لا يجعله حبيس فلسفته، إذ أننا نلاحظ أن بدوي وفي كتاباته إنما كان يزجه نقدا لأفكار هيدجر، ويقدم تصوره. بالإضافة إلى أن الرجل في سنواته المتأخرة خرج عن الإطار الوجودي، وأخذ يدافع عن القران الكريم وعن محمد صلى الله عليه وسلم ضد المتقدمين والمنتقصين. إن القاعدة الأساسية التي جعلها بدوي مبدأ لمذهبه الوجودي لا تختلف عن تلك التي انطلق منها الوجوديون، والمتمثلة في الوجود الإنساني، في محاولة منه لتسليط الضوء على العالم العربي، وواقع الإنسان فيه ولعلها خطوة جريئة تحسب لهذا المفكر من منطلق أنه سعى لنقل الفلسفة الوجودية إلى واقعنا العربي لا سيما أنه قد طابق بين المذهب الوجودي، والنزعة الصوفية العربية بهدف بيان تجليات الوجود في الفكر العربي، ولعل الهدف من هذا كله هو ذاته ما ذهب إليه الوجوديين الغرب والمتمثل في إحداث تغيير حياة الفرد وتحويل الاهتمام إليه، ويرجع الفضل لبدوي في أنه سعى للاهتمام بالفرد العربي والبحث عن النزعة الإنسانية فيه، وبهذا يكون بدوي قد رسم الهدف ذاته الذي سطره الوجوديين من قبله ألا وهو العناية بالوجود الإنساني. من خلال الاطلاع على وجودية بدوي نجد أنه يركز على ثلاثي معين يشمل كل من الحرية، الفردية، القلق، إذ يعدون من منظور بدوي الحجر الأساس لكل بناء وجودي، من قبيل أن الحرية إنما تتيح للفرد فرص الرقي بذاته وبناء وجوده والمبادرة بإحداث التغيير الفعلي المؤسس لحياته والاستشراف على مستقبله. أما الفردية فتمنح للفرد الشعور بشخصيته، والإنفراد بذاته وهذه الفردية إنما تعد دليلا على ان للفرد حياته وليس لأحد شأن فيها سواه، بينما نجد أن القلق يجعل الفرد يشعر بنوع من التوتر حيال مصيره ووجوده وهنا يكون القلق إيجابيا من باب أنه قلق فعال يحمل الفرد إلى التفاعل مع الوجود، والحياة، ما يجعله أكثر إبداعا، وإيجابية وهنا يساهم الفرد بصورة فعالة في الوجود دونما أن يشكل ثغرة فيه.otherعبد الرحمان بدوي ، الفلسفة الوجودية ، هيدجر ، مذهب وجودي.الوجودية عند عبد الرحمان بدويThesis