- خوري مروة2021-10-042021-10-042021https://dspace.univ-msila.dz/handle/123456789/26766تعتبر الجيوبوليتيك الأساس الذي تعتمد عليه العقيدة التوسعية للدول، وقد عرف هذا العلم عدة تطورات منذ أن شكلت أعمال راتزل الألماني القاعدة التي يقوم عليها هذا العلم، وقد كان إبتكار هذا المصطلح لأول مرة مع السويدي رودولف كيلين ،ثم ما فتئ هذا العلم يُسيِّس وفقا لمقدرات الدول الطبيعية ودورها في تعظيم القوة من جهة إضافة إلى تحولات السياسة الدولية التي أفرزت لنا جيوبوليتيكا معاصرة، فبعد أعمال ماكيندر حول نظرية قلب الأرض التي أثارت ثورة علمية لدى الإستراتيجيين في السيطرة على العالم من خلال السيطرة على قلب أوراسيا ونظريته الثلاثية، فأعمال سبيكمان التي أرجعت المنطقة المحورية للسيطرة على العالم من خلال الأطراف أو الهوامش ذلك لتمازج قوى البر مع البحر إضافة إلى غنى هذه المناطق بالثروات الطبيعية، إلا أن ماهان خالف الرأيين وأرجع الهيمنة والأبهة العالمية إلى القوى البحرية التي كانت انتصاراتها كبيرة عند تفحص التاريخ مع الأسطول البحري للإمبراطورية البريطانية؛إلا أن هذه النظريات ضعفت على الرغم من أهميتها الإستراتيجية ذلك لتحولات فترة نهاية الحرب الباردة وسيادة الهيمنة الليبرالية الأمريكية، فأصبح عندئذ الحديث عن قطب واحد يسعى لفرض قواعده السياسية الاقتصادية الفكرية لتكون بذلك نهاية التاريخ حسب فوكوياما، إلا أنه على الطرف الآخر نجد نظرية صاموئيل هنتغتون الذي ارتأى أن العالم سيعرف تنافسية على الصعيد الثقافي الديني لسد الفراغ الاستراتيجي الذي أفرزه سقوط الإتحاد السوفيتي، حيث يعتبر أن العالم سيشهد صراعا للحضارات خاصة مع الحضارة الكونفوشيوسية والإسلامية، هذه الأخيرة بإمكاننا القول أنها تعرف البذور الأولى للتشكل وذلك مع دولة إيران في ظل ضعف الدول الإسلامية الأخرى وتبعيتها وتخوفها من الغرب، على غرار إيران التي وصفت بالدولة المارقة في الشرق الأوسط حسب التصور الأمريكي. إن قيام الثورة الإسلامية في إيران تمخض عنه طغيان الجانب العقدي على الصعيد السياسي، حيث تولى رجال الدين مسؤولية بناء الحكومة الإسلامية العالمية وفق المذهب الشيعي الإثني عشري تحت رعاية الولي الفقيه وباعتماد نظرية تصدير الثورة، التي كانت فيها تمثلات إيران الإستراتيجية فاستغلت في ذلك موقعها الجغرافي الممتاز لما يوفره لها من موارد طبيعية إضافة إلى استعماله كأداة للضغط والتهديد من خلال مضيق هرمز، إضافة إلى قوتها العسكرية التي تعمل على تطويرها ذاتيا للتخلص من ضغوط البيئة الخارجية، وتنويع مصادر اقتصادها ،بالإضافة إلى افتتاح المراكز الثقافية في العديد من البلدان وإقامة الأسابيع الثقافية للتعريف بالثقافية الفارسية التي تستمد منها إيران مذهبها التوسعي وتفوقها الحضاري الذي تسعى لإعادة إحيائه . تعتبر الإستراتيجية الإيرانية في جوهرها مشروع عقائدي، تسعى من خلاله إيران إلى ربط الشيعة بدولة القلب المذهبي من خلال سياسات تأليف القلوب والدفاع عن المستضعفين ومحاربة قوى الاستكبار، هذه مثلتها إيران بالولايات المتحدة الأمريكية ومن أجل مواجهة هذا العدو اعتمدت إيران على مشروع الشرق الأوسط الإسلامي لمواجهة الشرق الأوسط الجديد الأمريكي، ليكون بذلك الشرق الأوسط المنطقة الإستراتيجية التي تعرف تنافسية بين القوى الكبرى والإقليمية من أجل السيطرة عليه. وقد اعتمدت في ذلك إيران على دوله التي تشكل مجالات حيوية بالنسبة لها وفق استراتيجية الاختراق الشيعي التي توظفها باعتماد أساليب القوة الناعمة والصلبة .otherالعقيدة الجيوبوليتيكة الإيرانية - منطقة الشرق الأوسطالعقيدة الجيوبوليتيكة الإيرانية بعد الثورة وتوجهاتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسطThesis