عبدالحق, بوقرة2017-05-162017-05-162014-06-01http://dspace.univ-msila.dz:8080//xmlui/handle/123456789/707نتائج البحث مكنتنا من معرفة تطور مختلف مراحل الإنسان، واكتشفنا أن علاقة العمل بين عرض قوة العمل والطلب عليها شهدت تغيرات عبر الأحقاب التاريخة من مرحلة الرق إلى المرحلة التي كان فيها العمال الرجال النساء والأطفال يعملون تقريبا 18 ساعة في اليوم وستة أيام في الأسبوع إلى أن أصبحت حوالي 40 ساعة في الأسبوع . كما بينت لنا الدراسة أن النقابات العمالية ظهرت في العالم مع انتشار الصناعات وبلوغ الثورة الصناعية أوجها، إذ ظهرت أولى التجمعات والتنظيمات العمالية النقابية للعاملين في أعوام العقد الأول والثاني من القرن الثامن عشر في إنجلترا منطلق الثورة الصناعية، في مجتمع الصناعة اليدوية والميكانيكية ثم في الصناعات النصف آلية، لتتوسع فيما بعد في أوربا والعالم. أما نقابات قطاع التعليم العالي في العالم حديثة الوجود مقارنة بالقطاع الصناعي، فتعتبر النقابات في الجامعات الأمريكية والفرنسية الرائدتان وأثبتتا قوتهما. وعندما بحثنا عن النقابة العمالية في الجزائر وجدنا أن ظهورها ارتبط بانتشار التصنيع فيها كباقي البلدان المستعمرة ففرنسا أنشأت قاعدة صناعية ضعيفة في الجزائر مكملة لصناعتها، حيث تم إنشاء النقابة الأولى في مدينة قسنطينة عام 1880 ، وهي نقابة خاصة بعمال المطبعة. إن تطور الحركة النقابية العمالية في الجزائر مر بالعديد من المراحل يمكن تقسيمها إلى اثنتين: فترة الاستعمار الفرنسي وبعد الحصول على الاستقلال الوطني، فخلال فترة الاستعمار، كان لزاما على العمال الجزائريين أن ينخرطوا في فروع النقابات الفرنسية، وبعد نضالهم حققوا الاستقلالية النقابية، وتمكنوا من إنشاء نقابات وطنية تدافع عن مصالح العمال الجزائريين المادية والمعنوية، ثم جاءت ثورة نوفمبر التي أدت إلي إحداث قطيعة تاريخية، ذلك أن جبهة التحرير الوطني كانت وراء تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 نوفمبر 1958 ، إي خضم ثورة التحرير تأسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي جاء كإستراتيجية ثورية، للتنظيم والتعبئة الجماهرية، فتلاحمت كفاحات الحركة النقابية الجزائرية والحركة الوطنية في سبيل تحقيق الاستقلال الوطني. وبعد الاستقلال مرت الحركة النقابية العمالية في الجزائر بمرحلتين حاسمتين، الأولى خلال الأحادية الحزبية، ميزتها الفترة المبكرة من الاستقلال حيث واجهت الجزائر صعوبات واختلالات في النضال الاقتصادي والسياسي و تم اختيار الاشتراكية كمنهج ،وهنا حتمية ظهور الدولة المركزية والتخطيط المركزي، كذلك الأحادية والنقابية، أين سيطر الاتحاد العام للعمال الجزائريين على الساحة النقابية، والثانية بعد دستور 1989 الذي أقر بالتعددية الحزبية والنقابية، فتشكلت مجموعة من النقابات المستقلة التي تنشط إلى جانب الاتحاد العام للعمال الجزائريين. ولكن الإشكال الذي وقعت فيه هذه النقابات المستقلة هو الحصول على الاعتماد والاعتراف بها من طرف الدولة، فعلى الرغم من أن القانون يسمح لها بالتشكل والنشاط، فان الجهة الوصية لا تعترف بها كشريك اجتماعي، وهذا ما يعنيانها تبقى تنشط في الفراغ. أما الحركة النقابة على مستوى الجامعة الجزائرية حديثة الوجود، وقد مرت بعدة مراحل بحسب التغيرات السياسية، فخلال فترة الحزب الواحد وجد تنظيم نقابي وحيد يمثل الأساتذة والعمال على حد السواء ألا وهو " الاتحاد العام للعمال الجزائريين" ، وبعد تعديل الدستور الذي يقر بالتعددية النقابية، تكون عدد من التنظيمات النقابية، منها ما يمثل الأساتذة وأخرى ما يمثل العمال إلى جانب الاتحاد، فتم إنشاء " المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي" كنقابة مستقلة تدافع عن مصالح الأساتذة ، ومؤخرا أنشأ الإتحاد العام للعمال الجزائريين نقابة تمثل الجامعيين وهي "النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين". ومن التنظيمات النقابية التي تكونت أيضا والممثلة للعمال على مستوى الجامعة الجزائرية هي النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الوظيف العمومي"، التي لا تزال تنشط على مستوى الجامعات الجزائرية، لكن دون اعتراف من الدولة وهي لا تزال تناضل من اجل ذلك. وعلى اعتبار الجامعة تختلف عن باقي المنظمات فإنتاجها يتمثل في الرأس المال البشري المكون والمؤهل للدخول لعالم الشغل، فهي تبحث عن الجودة في إنتاجها من جهة وتخفيض التكاليف من جهة أخرى ، وفي سبيل ذلك تسعى لتحسين أداء الناشطين والمتدخلين في العملية التعليمية، لكون الأستاذ جوهر الفعل البيداغوجي سعينا من خلال بحثنا لاكتشاف واقع العمل النقابي في المؤسسات الجامعية واثر انعكاسها على الوضعية الاجتماعية و المهني للأستاذ الجامعي. الهدف من خلال بحثنا الميداني كما بينا سابقا إكتشاف بيئة العمل النقابي ،و حقيقة ما يعيشه الأستاذ الجامعي في جامعة المسيلة ، وفي سبيل معرفة ذلك لجأنا لتوزيع استمارة على عينة مكونة من 97 فردا من الأساتذة موزعين على ثلاثة رتب مهنية ، كما تم الأخذ بعين الاعتبار الصنفين التي تتفرع عن الرتبة المهنية الثانية والثالثة ، و بالنسبة للأساتذة الذين شملتهم عينة بحثنا فهم إما منخرطين في المجلس الوطني للأساتذة التعليم العالي أو النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين أو غير منخرطين في أي تنظيم. وقد مكنتنا الدراسة الميدانية التي قمنا بها في جامعة المسيلة، من التوصل إلى جملة من النتائج والتي تمكنا من إيجاز في الجزء السادس من الفصل الرابع . في هذا المقام ننوه إن النتائج المتحصل عليها من دراستنا الميدانية متعلقة بفترتها الزمنية، وهي السنة الجامعية 2013/2014 ، والإطارها المكاني المرتبط بجامعة المسيلة ، والتي كما أسلفنا سابقا هي جامعة حديثة النشأة حيث أخذت لقب جامعة سنة 2001 فقط ، كما إن هذا الموضوع لم يغط بالدراسة نظرا لحداثته ولكون النقابات في الجامعة حديثة أيضا، وكما أكدنا أن هناك صعوبات مبدئيا نعرفها تكمن في أدوات القياس، كما وضحنا منذ البداية أن هذا النوع من المواضيع تواجهه صعوبات منهجية، متعلقة بمدى مصداقية النتائج وإمكانية تعميمها. إذا كان هذا البحث المتواضع قد مكننا من استنتاج مجموعة من المؤشرات لها أهمية كبيرة في معرفة واقع النشاط النقابي واثر انعكاسه على الوضعية الاجتماعية و المهني للأساتذة داخل الجامعة ، وبالرغم من الدرجة العلمية التي حرصنا على احترامها، لا يمكن أن نطمح أن هذه النتائج يمكن تعميمها على الجامعة الجزائرية، لكنها نتائج نقدر بأنها تضع المعالم للخوض في هذا النوع من البحوث الذي نأمل أن نعمقه في مرحلة الدكتوراهotherالحركة النقابية -الجامعةواقع العمل النقابي في المؤسسات الجامعية الجزائرية وأثر إنعكاسه على الوضعية الاجتماعية والمهنية للأستاذة " جامعة المسيلة نموذجاThesis