معيوف عرجونة - رحماني فاطمة الزهراء, دمير هاجر2023-05-072023-05-072006http://dspace.univ-msila.dz:8080//xmlui/handle/123456789/37072إن ما يعيشه العالم المعاصر اليوم من تحديات في مختلف القطاعات و المجالات الاقتصادية ،الاجتماعية ، السياسية ، و الثقافية ، بحث وجدت المنظمات نفسها في عالم تغير كثيرا عن ذلك الذي كان في الربع الأخير من القرن العشرين، حيث ان المؤسسات اليوم تعيش في ظل بيئة ديناميكية ، معقدة ، ومتغيرة باستمرار ، أين أصبح البقاء و النمو و الاستمرار مرتبطا بامتلاك ميزة أو ميزات تنافسية غير قابلة للتقليد أو المحاكاة في ظل تعدد المنافسين ، و التغير المستمر في أذواق المستهلكين ، ووجود منتجات بديلة ،أو الاعتماد على مبدأ الابتكار و التجديد الدائم للعناصر فالتقليد سيصبح ضرورة خاصة إذا حققت الميزة التنافسية أرباحا للمؤسسة ، لذا عليها تخصيص جانب مالي و مادي معين داخلها للإبداع التكنولوجي، و الاستماع لكل من له فكرة ، و فتح الأبواب أمام العمال الذين يعايشون يوميات الإنتاج و يعرفون أسراره ، أخطاءه ، و كيفية تطويره . هذا النوع من الأنشطة يضمن الاستمرارية للمؤسسة و يمنحها فرصة احتلال مكانة في السوق ، و بقاء منتجات هذه الأخيرة في إطار التميز لذلك فعلى المنظمة البقاء يقظة للتغيرات الخارجية و المزايا الممتلكة أو المقلدة من طرف باقي المنافسين ، لأننا اليوم نعيش في عالم انفجار المعلومات التي تزداد أهمية عند وجود شبكة اتصال فعالة تجعل العالم شبه قرية صغيرة تتسرب منها و إليها المعلومات حول المؤسسات المنافسة لقد أصبحت المؤسسات تسعى جاهدة لجذب اكبر عدد من العملاء ، و الحفاظ على ولاءهم من خلال انتهاجها لعدة أساليب و استراتجيات لتحسين و تطوير و ابتكار منتجاتها لتفوق توقعاتهم و تكتسب رضاهم و إعجابهم لان المؤسسة الآن صارت تدرك أن قيمتها السوقية ترتفع و تنخفض بمدى إقبال العملاء على منتجاتها ، و كلما كان هذا الولاء كبيرا كلما تميزت المؤسسة ،و حافظت و طورت في ميزتها التنافسية لذا لابد من تقديم ما يرغب فيه العميل بالكيفية و الكمية التي يريدها . المؤسسات الجزائرية على غرار المؤسسات الأجنبية صارت مدركة إلى أن سرعة التغيرات الحاصلة في المحيط البيئي الدولي في مجال المزايا التنافسية يؤثر و بدرجات متفاوتة على معظم اقتصاديات الدول النامية ، فتعمل هذه الأخيرة على التدارك باقتناء التكنولوجيا ، و محاولة مجاراة النسق العالي الذي تفرضه ظاهرة العولمة الاقتصادية ، والتي من بين ما تعنيه شمولية السوق لذلك فعليها بالمعرفة الجيدة بخبايا الميزة التنافسية التي تضمن تحقيق الهدفين الآتيين: وفاء الزبائن للعلامة تحقيق الريادة في ميدان النشاط أو التنافس. من خلال التفاعلات السابقة يمكننا طرح الإشكالية التالية: ما مدى أهمية الميزة التنافسية في المؤسسة الاقتصادية ؟ التي تتفرع منها الإشكاليات التالية: أولا : ماهي الميزة التنافسية ؟ ثانيا : ما الداعي لاعتماد الميزة التنافسية ؟ ثالثا: ما هو تأثير القدرة التنافسية في تنمية وظائف المؤسسة ؟ رابعا: أين هي مؤسسة اتصالات الجزائر من كل ما سنقدمه في الدراسة ؟ الفرضيات: كإجابة مؤقتة للتساؤلات نقدم مجموعة من الفرضيات التي تستخدم في البحث لاختيار صحتها من عدمها، أو تأكيدها من نفيها: أولا: العيش في بيئة معقدة و متغيرة باستمرار، و البقاء فيها أصبح مرهونا بامتلاك ميزة أو مزايا تنافسية. ثانيا : إن إشباع رغبات و حاجات العملاء و كسب رضاهم هو الهدف الأساسي للمؤسسة . ثالثا : يرتبط مصدر الميزة التنافسية بالمجهودات التي تبذلها المؤسسة و تأثير وظائفها من جهة و بتلك التي يبذلها العالم الخارجي من المؤسسة . رابعا : يؤدي الإبداع بمفهومه الواسع إلى تأمين استمرارية الميزة من خلال الزمن و الحصول على مزايا من درجات عليا ( الجودة أو التكاليف ... ) أسباب اختيار الموضوع : لقد وقع اختيارنا على هذا الموضوع دون سواه للأسباب التالية : كون الاهتمام بالميزة التنافسية في المؤسسات الجزائرية قليل فالهدف الواضح هو تحقيق الربح . شد الانتباه إلى أن العميل هو أساس نجاح المؤسسة. اعتبار الموضوع أحد الوسائل لترشيد القرارات الاقتصادية على مستوى المؤسسات نظرا لمكانة الموضوع بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية الذي يعكس مدى نجاح أو فشل المؤسسة تحسيس المؤسسات الجزائرية بضرورة و أهمية تبني سياسة علمية تكنولوجية متجانسة في الحفاظ و البحث عن الإبداع التكنولوجي لخلق الميزة التنافسية و تشجيع البحث و التطوير و ربط العلاقات مع الجامعات و المعاهد . أهداف الدراسة : من الأهداف الرئيسية من دراسة أهمية الميزة التنافسية في المؤسسة الاقتصادية هي: التعرف على العوامل المساعدة على إنشاء ميزة تنافسية . محاولة إبراز الأهمية الخاصة التي يكتسيها موضوع الميزة التنافسية . محاولة استخلاص أهم الحلول لمشكلات التقليد و الموت السريع للميزة . معرفة واقع الاهتمام بالميزة التنافسية في المؤسسات الجزائرية . المساهمة بكل تواضع في إثراء المكتبة الجامعية محمد بوضياف المسيلة . محاولة رفع قدراتنا المنهجية لتوسيع معارفنا في المؤسسة الاقتصادية . المنهج المتبع: من اجل الإجابة على إشكالية البحث و دراسة المشكل المطروح وتحليل أبعاده و جوانبه الأساسية و إثبات صحة الفرضيات المتبناة من عدمها اخترنا الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي ، الذي يهدف إلى جمع الحقائق و البيانات عن ظاهرة معينة مع محاولة تفسيرها للوصول إلى توصيات أو اقتراحات . و لتحقيق هذه المنهجية تم استخدام الأدوات التالية : كتب في التنافسية و الميزة التنافسية . كتب في الإبداع التكنولوجي و استراتجيات التنافس . مذكرات و رسائل ماجستير متعلقة بالموضوع. ملتقيات و محاضرات في الميزة التنافسية صعوبات الدراسة: دراسة الموضوع تحتاج وقتا، و هذا ليس متاحا نظرا للأوقات الفارغة القليلة في الإطار الدراسي. صعوبة العثور على مؤسسة ترضى بدراسة الحالة لديها ، و الاعتماد على المحاباة غياب حصص توعية حول المنهجية . خطة و هيكل البحث : على ضوء الفروض الأساسية ، و الهدف من البحث ، ارتأينا أن يشمل مخطط الدراسة ثلاثة فصول . الفصل الأول بعنوان مفاهيم عامة حول الميزة التنافسية يحتوي على ثلاثة مباحث، حيث يعالج المبحث الأول ماهية الميزة التنافسية، خصائصها، و أبعادها. أما المبحث الثاني فهو يعالج ويهتم بدراسة أنواع، مصادر، ووسائل بناء الميزة التنافسي، و أخيرا المبحث الثالث يدور حول محددات و معايير الحكم على جودة الميزة التنافسية و قياسها. أما الفصل الثاني بعنوان أهمية الميزة التنافسية ينقسم إلى ثلاثة مباحث أيضا ، أوله تنمية القدرات التنافسية للوظائف ( الموارد البشرية ، التسويق ، التمويل ، الإنتاج ) ، أما المبحث الثاني فهو حول الميزة التنافسية كإستراتجية لقيادة التكلفة ، أما الأخير فهو حول الميزة التنافسية و دورها في رفع الحصة السوقية سواء بالتميز ، التركيز ، أو الإبداع التكنولوجي . أما الفصل التطبيقي فقد خصصناه لدراسة مؤسسة اتصالات الجزائر مصلحة القوة التجارية الذي يعالج في مبحثه الأول تقديم المؤسسة ثم نتطرق أيضا إلى جانب الميزة التنافسية في هاته المؤسسة .اهمية الميزة التنافسية في المؤسسة الاقتصاديةThesis