النزعة الإنسانية في الفلسفة الوجودية جان بول سارتر
Loading...
Date
2017-05-15
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية العلوم الانسانية والاجتماعية جامعة محمد بوضياف بالمسيلة
Abstract
يعتبر جان بول سارتر "JEAN PAUL SARTUR"(1905-1980) من بين أهم الفلاسفة والمفكرين الذين كان لهم حضور قوي في ساحة الإنتاج الفلسفي والبحوث الفلسفية. وقد كانت كتاباته وبحوثه حول عدة أمور تخص الإنسان في العالم وبالأخص وجوديته كمفكر ومخلوق ناطق في محاولة منه تحديد الحقيقة العلمية. وكان الهدف من نزعته الإنسانية هو التركيز على كرامة الإنسان والاعتراف الكامل بقدرته وقيمته وخصوصيته من خلال تكوين إنسان عن طريق التربية. التي تعد دفاعا عن حرية التفكير ضد سلطة التعصب والدفاع عن الإنسان ضد قيمة الطبيعة، ففلسفة سارتر قد أخذت الإنسان منطلقا وغاية لها فقد سعى إلى بناء معنى في نزعته وحاول الدفاع عنه، خلاصته أن الإنسان ليس كائنا منغلقا على نفسه وإنما يتجاوز نفسه باستمرار فلكل فرد الحرية المطلقة في اختيار ذاته. ففلسفته هي وليدة الظروف السياسية والاجتماعية جراء الحربين العالميتين الأولى والثانية التي كانت تمر بها أوروبا آنذاك، وتعد التجربة العينية الحسية التي يعانيها الإنسان نقطة بدايتها. وعليه يمكن طرح الإشكالية التالية: أين تظهر النزعة الإنسانية في فلسفته الوجودية؟ وهل هناك مميزات لفلسفته تميزها عن باقي الفلسفات؟ وإن وجدت هذه المميزة فأين تكمن؟
ونتج عن هذه الإشكالية عدة مشكلات أهمها: ما هدف فلسفة سارتر؟ وإلى أي حد يمكننا القول بوجود خصائص مشتركة بين الفلسفات الأخرى؟ وما مكانة فلسفة سارتر بين هذه الفلسفات؟
إن رصد وتتبع مسار الإشكالية الرئيسية وتفرعاتها جعلنا نهتدي إلى خطة بحث استوفت ثلاثة فصول نعرضها كالتالي:
أما الفصل الأول فقد تناول الفلسفة الوجودية بصفة عامة حيث تطرقنا إلى إعطاء مفهوم الوجودية، بذكر خطوطها العريضة باعتبارها تشكل قطبا أساسيا في الفكر السارتري، ثم انتقلنا إلى إبراز أهم الخصائص والسمات التي تتميز بها هذه الفلسفة الوجودية، وتميزها عن باقي الفلسفات الأخرى لنتمكن بعد ذلك من استخلاص وجودية سارتر لتكون بمثابة عرض عام لفكره الفلسفي.
وفي الفصل الثاني انتقلنا إلى عرض الفكر السابق عن سارتر أو وجودية ما قبل سارتر وعرضنا فيه مجموعة الفلاسفة الذين كان لهم نوعا ما تأثير على سارتر وفكره كيركوجورد ونيتشه وهايدغر في محاولة لإيجاد السمات المشتركة بين هؤلاء المفكرين الوجوديين.
أما في الفصل الثالث فحاولنا عرض النزعة الإنسانية عند سارتر لمعرفة الأسس التي تقوم عليها والأفكار التي تتضمنها والتي تتمثل في الحرية والأخلاق والأنا والآخر
أما في الخاتمة فقد ذكرنا خلاصة النتائج التي توصلنا إليها بعد انجاز هذا البحث وفي الأخير وضعنا قائمة المصادر والمراجع المعتمدة في البحث دون أن ننسى فهرس في الأخير.
ولما كان موضوع بحثنا هو النزعة الإنسانية عند سارتر وجب علينا أن نتبع منهجا تحليليا لاستخراج مادة هذا البحث في تتبع تاريخي لمختلف أفكار الوجوديين الذين سبقوه وصولا لأفكاره الفلسفية.
من خلال ما تم عرضه عبر مختلف الفصول نصل إلى استنتاجات عامة نعرضها كالتالي:
1-استخلصنا من الفصل الأول بأن فلسفة سارتر هي وليدة الظروف الاجتماعية والسياسية جراء الحربين العالميتين التي كانت تمر بها أوربا آنذاك، وبأن الفلسفة الوجودية تعد التجربة العينية الحسية التي يعانيها الإنسان هي نقطة بدايتها، وقد كان سارتر فيلسوفا وجوديا بالدرجة الأولى حيث اهتم بالإنسان وحاول التوغل في أعماق ذاته في إبراز قيمة الفرد ودوره في بناء مستقبله كفرد واع وحر ومسؤول وهذا ما جعله ينفرد عن الفلاسفة الوجوديين الآخرين رغم تأثره بهم.
والوجودية عموما تستمد نشاطها من الذات الإنسانية، وعليه فالنزعة الإنسانية عند سارتر تجعل من الوجودية تفاؤلية تؤمن بالإنسان.
2-ومن الفصل الثاني استنتجنا بأنه لكل من كيركوجورد ونيتشه وهايدغر فلسفته التي يتميز بها. فكل له طريقته وأفكاره وأسلوبه إلا أن هذا لم ينفي وجود نقاط مشتركة بينهم ولعل أهمها على الإطلاق أن جميع الفلسفات الوجودية في القرن العشرين ميلادي تقوم على أنها جميعا تنبع من تجربة حية معاشة تسمى الخبرة الوجودية.
3-أما من الفصل الثالث فقد استنتجنا بأن النزعة التي سيطرت على الفكر السارتري هي النزعة الإنسانية فهو يسعى إلى بناء موقف إنساني مبني على الحرية إذ أن فلسفته هي فلسفة الحرية، والحرية حسب سارتر هي في صميم الوجود الإنساني والوجود بلا حرية هو وجود بلا معنى طالما أنه لا يكون نسيج الحرية، اعتبر الحرية ملازمة لوجود الفرد ومحكوم عليها كذلك، وأكد على قيمتها الإبداعية كما أن فكرة الحرية عند سارتر تختلف تماما عن أي فكرة سابقة عن الحرية فهي تمثل لديه الوجود بأسره أعني أنها تعني الوجود والعدم على حد سواء، أما في الأخلاق فقد أكد على قيمة الحرية كذلك إذ أن الفرد هو الذي يخلق مبادئه الأخلاقية وقيمه بنفسه وفي هذا إشارة إلى أن الوجود سابق على الماهية عند سارتر، فالإنسان يوجد أولا ثم يصنع ماهيته بنفسه كيفما يشاء وعلى قدر ما تكون الحرية تكون المسؤولية لذلك نجده يرفض الأخلاق الجاهزة ويعتبرها أخلاق زائفة ومجرد أكاذيب وقد حصل تطور في فلسفة سارتر التي كانت وجودية ذات طابع فردي منعزل عن الآخرين، أصبحت ماركسية تدرس الأنا في علاقته مع الآخرين وما يميز هذه العلاقة أنها كانت علاقة صراع.
4-إن أهم ما يمكن قوله عن فلسفة جان بول سارتر أنها كانت فلسفة مواقف، وكانت بمثابة نداء وصرخة في وجه الظروف القاسية، وهي أيضا محاولة لإيقاظ الطاقات الرائدة وبعثها لتصنع مستقبلا إنسانيا أفضل وهذا ما يجعل منها فلسفة إنسانية بغض النظر عن مبالغتها الكبيرة في اعتبار الفرد حرا حرية مطلقة
Description
Keywords
النزعة الإنسانية - الفلسفة الوجودية- جان بول سارتر