تأويل الصفات الإلهية عند المعتزلة
Loading...
Date
2020-09
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية العلوم الانسانية والاجتماعية جامعة محمد بوضياف المسيلة
Abstract
تعتبر إشكالية تأويل الصفات من أهم الإشكاليات التي طرحتها الفلسفة الإسلامية وتنوعت المواقف منها ومن أهم الفرق التي ناقشت هذه الإشكالية المعتزلة حيث اختلف منظورهم لإشكالية وبادروا بتقديم طرح جديد لم يكن معهودا عند من عاصرهم ؛ بداية بتقديمهم معنى جديد من خلال ممارساتهم فلم يكتفوا بصرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى باطن يحتمله بل أصبح التأويل معهم بمعنى صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى البرهان العقلي، وذلك نتيجة ضعف حجة المفسرين الذين وقفوا وقفة باهت أمام من يحاججهم بالحجة والبرهان العقليين و أصبح التأويل ضرورة يفرضها الواقع أنذاك .
وأهم ما بحث فيه المعتزلة كان صفات المعاني بعد أن اتفقوا أن الصفة هي ما دلت على معنى قائم في الذات وقد يأتي الاسم على أنه ما دل على صفة أو يأتي على أنه والصفة ذات الشيء، فاتفق المعتزلة أن الصفات هي عين الذات "فهو عالم بعلم هو هو ، قادر بقدرة هي هو ، حي بحياة هي هو" وانفصال الذات عن الصفات هو قول بتعدد في الذات الإلهية ومن ثم هو إقرار بتعدد الله وهذا كفر ، فاتفق شيوخ المعتزلة على إثبات خمس صفات لله هي صفة الأخص أو الذاتية ، صفة العلم، القدرة ، الحياة، وصفة الوجود بوصفها الصفة التي تحمل عليها باقي الصفات وأولوا صفتي السمع والبصر على أنهما إدراك، وعطلوا صفة الكلام حتى لا يكون الله متكلم بلسان وشفتين ومن ثم يتشابه والمخلوقين ولا تشارك الكلمة الله في أزليته، وأولوا صفة الإرادة وجعلوا منها إرادة حادثة لا في محل، كل هذا جاء لينزه المعتزلة عن المولى عن مشابهته للمخلوقين
وقاد انشغال المعتزلة بتأويل الصفات إلى الخوض في الصفات الخبرية وكان مبررهم في ذلك هو نفي الجسمية عن الله فالله عند المعتزلة ليس بجسم وإنما هو شيء لا كالأشياء، وهذا ما دعاهم لنفي الجهة عدمية كانت أو وجودية، وقال المعتزلة باستحالة رؤية الله يوم القيامة لأن العين لا ترى إلا ما كان جسما، وأولوا الاستواء وجعلوه بمعنى الاستلاء لا بمعنى الاعتلاء والارتفاع فالاستواء لا يكون إلا لجسم وأولوا اليد والعين والوجه إلى معان أخرى تختلف على ما دل عليه ظاهرها الذي يوحي بالجسمية والمشابهة وفي ذلك إساءة لذات الله .
وأنتهى المعتزلة نتيجة ثقتهم المبالغ فيها للعقل إلى الوقوع في التناقض حين تجاهلوا أن للعقل حدود يقف عندها منها الغيبيات كحدوث الساعة ومنها كذلك ما يخص الذات الإلهية لذلك كان من الضروري أن يوازنوا بين العقل والنقل في فهم ذات الله .
Description
Keywords
لتأويل، الصفات، الذات الإلهية، العقل، التفسير، البرهان العقلي.