Abstract:
تطورت السياسة الخارجية الأمريكية مع مرور الزمن رغم الظروف التي عرفها
النظام الدولي ،والتي تعددت النقاشات حول سر بقائها القوة الأولى في العالم
والإمبراطورية العظمى وذلك من خلال تبنيها للسياسة الازدواجية بين سياسة العزلة التي
تعني عدم التدخل في الشؤون الخارجية خشية الانعكاسات السلبية على الولايات المتحدة
والنزعة التدخلية التي اقرها الرئيس الأول للولايات المتحدة المستقلة جورج
واشنطن الداعية إلى إقامة تحالفات مؤقتة مع قوى خارجية، واختلفت أدوات السياسة
الخارجية الأمريكية من خلال النظريات التي اعتمدها صناع القرار، بالإضافة إلى
العوامل الداخلية والخارجية من هياكل رسمية متمثلة في مؤسسات الرئاسة والكونغرس
وغيرهما ،وأخرى غير رسمية متمثلة في الأحزاب وجماعات المصالح وغيرهما، حيث
يتداول على كرسي الرئاسة حزبين مسيطرين يسعيان إلى الحفاظ على الهيمنة الأمريكية
وبسط النفوذ والتوسع، يتمثل الحزب الأول في الحزب الجمهوري حيث يستند إلى أفكار
تيار المحافظين الجدد الذي يسعى لتحقيق أهدافه ومصالحه باستعمال القوة العسكرية
والقوة والمصلحة الوطنية، أما الثاني فهو يتمثل في الحزب الديمقراطي الذي يتجه إلى
السلام الديمقراطي والتعاون.
تعتبر منطقة الشرق الأوسط احد أهم المناطق إستراتيجية لتنفيذ مخططات الولايات
المتحدة المتمثلة في نصسىع بمصس ق بلإىشع ، فقد كان من إنتاج استعماري بحت، ظهرت
بوادره قبل الحرب العالمية الأولى ،لكن شاءت الظروف أن تعرف هذه المنطقة
اضطرابات على المستوى الداخلي للنظام السياسي والظروف المعيشية ،ما أدت إلى
انفجار الشعوب معارضين وغاضبين عما يعانونه تمثلت في"جىسبث بمسةلآ ع بمغسةلآ"،مما
أثرت على الولايات المتحدة التي قررت إعادة النظر في رسم سياساتها وقراراتها لتنفيذ
مخططاتها خوفا على مصالحها وفقدان مكانتها في تلك المنطقة التي تحتوي على مخزون
حضاري و طاقوي وبشري - خاصة منطقة الخليج العربي التي تحتوي على اكبر احتياط
للنفط-ذلك من خلال الأدوات والأساليب المختلفة للضغط على الحكومات بالانصياع
والامتثال لأوامر الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الأدوات كانت فكرية واقتصادية
وإعلامية وسياسية وغيرها ،ساهمت في تحقيق أهداف الولايات المتحدة إلى حد تحسد
خاتمة
72
عليه، لكن المشروع لقي العديد من التناقض بين مؤيد ومعارض إلا انه لقي مؤيدين أكثر
منه معارضة أفضل من العيش في نزاعات داخلية وحروب أهلية ومعارك دموية.
تسعى الولايات المتحدة إلى توسيع الاستثمارات لشركاتها خاصة في القطاع
الطاقوي وهذا ما يعزز من مكانتها كأول متعامل في هذا المجال ما يساعدها في الترويج
لسياساتها الاقتصادية وفرضها لعمليات الاندماج الاقتصادية لشروط تحددها ؛ومع تفاقم
المجال الاقتصادي للولايات المتحدة فان الأولوية الأمنية زاد الاهتمام بها خاصة فترة
رئاسة جورج بوش الابن لتعدد مصادر التهديدات، الذي يسعى لبلوغ الأهداف باستخدام
القوة العسكرية عكس الرئيس باراك اوباما الذي اعتمد على الجانب السياسي.
ركزت الولايات المتحدة الأمريكية على توطيد العلاقة مع مصر، حماية لمصالحها
وأمنها وامن"إسرائيل" بدرجة أولى من خلال الحفاظ على معاهدات السلام المصرية-
"الإسرائيلية" وكذا اتفاقية" كامب ديفيد"، حيث تمنح ما يقدر 1.5 مليار دولار مساعدات
عسكرية سنويا ،لكن ما عرفته مصر من الأحداث الأخيرة المتمثلة في "ثورات الربيع
العربي"وموقف الولايات المتحدة الذي أبدى تحفظه ثم تأييد مطالب الشعب واحترام
قراراته جعلها تعيد النظر في سياساتها تجاه مصر من خلال صياغة رؤى وأهداف
تضمن بها تنفيذ مشروعها الأول ورسم خارطة الطريق