Abstract:
لقد اضحت شرعية تواجد الحلف كمنظمة عسكرية موضع شك وتساؤل منذ نهاية
الحرب الباردة ونهاية الص ا رع الشرقي الغربي، والتوجه الجديد للحلف نحو الجنوب كعدو
است ا رتيجي جديد، لملء الف ا رغ الحاصل في فترة ما بعد الحرب الباردة، هذا التوجه أحدث قلقا
واسعا لدى دول الجنوب بشأن الطرف الذي يتصدى للحلف الأطلسي خلال العقود القادمة،
وكذلك توجهات ونوايا الحلف من خلال الأهداف التي يرمي الى تحقيقها في حوض البحر
الأبيض المتوسط.
إن احداث 11 سبتمبر 1001 دفعت بالولايات المتحدة الامريكية الى إعادة النظر
وم ا رجعة بعض المواقف ال ا رديكالية إ ا زء الاحداث التي هزت بعض الدول العربية وعلى ا رسها
الج ا زئر، ومحاولة توطيد العلاقة معها في حوار است ا رتيجي جديد، لكن رغم هذه التوجهات
نحو التعاون والتقارب ومحاولة تبديد الشكوك الآتية من قبل دول منطقة المغرب العرب،
والتي بقيت متوجسة ومتخوفة خاصة بعد تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا ومساعيه لإقامة
قواعد عسكرية مثل قاعدة افريكوم، ومن دواعي ويتضح ذلك جليا من خلال:
-أولا : إن الحوار الاست ا رتيجي الأول حول الأمن في المتوسط كان مصمما في إطار
العمل متعدد الأط ا رف، من أجل التطبيع العربي مع إس ا رئيل، مما دفع الشركاء العرب برفض
التعاون فبقيت العملية في حالة الجمود.
- ثانيا: إن أهم العقبات الأساسية أمام تطور الحوار الاست ا رتيجي للحلف مفهومه الأول وهو
طرح المسالة الأمنية من طرف الحلف كونها وضعت للتدارس من وجهة المواضيع غير
الشائكة مثل الإصلاحات العسكرية ووسائل الخلافات الحدودية، بينما تطرح بلدان المغرب
العربي وعلى ا رسها الج ا زئر مسائل مباشرة وحادة ابتداء من الن ا زع العربي الإس ا رئيلي،
ومطالبة الحلف الأطلسي بالتدخل أكثر ص ا رحة وحزما من أجل إيجاد حل لهذا الن ا زع.
- ثالثا: إن مسائل الأمن في منطقة المغرب العربي لا تحتاج الى التدخلات العسكرية، وانما
تفتقر الى الجانب الناعم منه، أي تلك التي لها علاقة بما هو سياسي واقتصادي واجتماعي
أكثر من الجانب الصلب.
- ا ربعا: يفتقر الحوار المتوسطي الى مصادر التمويل، مما يؤكد عدم قدرة الجهود المبذولة
في منطقة المغرب العربي للتصدي للتهديدات الجديدة والن ا زعات العالقة.
خاتمة
39
-خامسا: ان المشاركة في مختلف نشاطات الحلف تعتمد على التمويل الذاتي مما يدفع
بالدول الى عدم المشاركة في نشاطات الحلف الأطلسي، لأن مسالة التمويل الذاتي تلعب
دور العائق أمام الدول في المشاركة في العروض العسكرية للحلف الاطلسي.
-سادسا: افتقار الحلف الى وثيقة تأسيسية عامة بعث الارتياب المتبادل بين أعضاء الحلف
وشركائه من جهة كما رسخ الص ا رع العربي الإس ا رئيلي في سياسات الدول العربية رفضها ان
تكون ج ا ز من الترتيبات المنية الإقليمية قبل الوصول الى تسوية عادلة وشاملة للقضية
الفلسطينية.
إن تقدم الحوار واستم ا رريته يتطلب وجود ثقة متبادلة بين أط ا رف الحوار في منطقة
البحر الأبيض المتوسط لان إص ا رر دول منطقة المغرب العربي هو ان تكون الأهداف
والتوجهات وسائل التعاون مثبتة ومكتوبة في وثيقة أساسية
فإذا بقيت هذه العوامل دون ان ترقى الى الاحسن من وجهة نظر الدول المغاربية فان
الحوار الأطلسي الج ا زئري يبقى في مستواه الحالي دون احداث أي تطور في محتواه