Abstract:
لعله يسهل على كل من يقرأ مسرحية معينة أو يشاهدها أنه يستثمر بشكل جلي فعالية علاقة السيميولوجيا
بالمسرح أو بالدراما، و لعله من المفيد أن نتطرق إلى ماهية كل منهما رغبة في استجلائهما بشكل أكثر وضوحا و
يفسر علاقتهما في ظل تقلص الحدود التي تفصل بين الأجناس الأدبية و الفنية فلم تبق الأنواع ثابتة.
لا ننأى بعيدا عن جملة المصطلحات التي تعنى بعلم الدلالة لنستدل بدي سوسير الذي "تنبأ بولادة علم
حيث قال :"اللغة نظام من العلامات التي تعبر عن أفكار، و من هذه Semiologie" مستقل هو السيميولوجيا
الناحية، فهي مماثلة للكتابة و أبجدية الصم و البكم و الطقوس الرمزية و صيغ الإحترام و الإشارات العسكرية. و
رغم هذه المماثلة، تبقى اللغة أهم الأنظمة و لذلك يمكن أن نؤسس علما يدرس حياة العلامات داخل الحياة
الإجتماعية، فيشكل هذا العلم جزء من علم اللغة الإجتماعي و سنطلق عليه اسم علم العلامات أو السيميواوجيا
علامة باليونانية.( 2) كان هذا عن المقطع الشهير الذي أبرز فيه آراءه حول طبي نالت السيميولوجيا semion)
كنظرية و كفكر و كمنهج اهتمام مختلف النقاد المحدثين العالميين بمختلف تخصصاتهم الأدبية و اللغوية، ففي
معرض الحديث عن اللغة و ارتباطها بالفن المسرحي نجد أن بنفيست (من أهم علماء اللسانيات، الهندو-أوروبية)
يرى أن اللغة :"تعطينا النموذج الوحيد لنظام يمكن وصفه بأنه سيميائي في بنيته الشكلية و في تأديته لوظيفته، فاللغة
تتمثل في القول الذي يحيل إلى موقف ما، تتكون من حيث الشكل من وحدات مستقلة، تمثل كل واحدة منها علامة،
تنتج اللغة و تستقبل في إطار قيمة إشارية مشتركة بين أعضاء المجتمع الواحد، تمثل اللغة التحقيق الواحد،
الإتصال بين ذات المتكلم و ذات المخاطب. و هو ما نال استحسان المهتمين بالفن المسرحي، كون المنهج
السيميولوجي أكثر تجاوبا و أكثر توافقا و انسجاما معه.