Abstract:
أن فكر مالك ابن نبي يتميز عن كثير من مشاريع النهضة والإصلاح في الفكر الإسلامي المعاصر التي اقتصرت على الجانب العقائدي والفقهي ,فالقاعدة الأساسية في التغيير الحضاري في العالم الإسلامي عند ابن نبي ليست الدعوة إلى اعتناق القيم والمبادئ الإسلامية وإنما مدى تفعيلها في المجال النفسي والاجتماعي والواقع الحضاري للإنسان ,فالإسلام دين صلاح وحركات ايجابية تهدف للخير والسعادة الإنسانية ككل ,ولكن لا يكفي مجرد التنظير لهذه الجمل البراقة وإقامة الندوات والملتقيات وتأليف الكتب دون تطبيق فعلي واقعي ,لان جوهر المشكلة الحضارية يتعلق بمدى قيمة المبادئ الموجهة للمسار التاريخي وذلك بتفعيلها واقعيا .
قدم مالك ابن نبي مشروع حضاري في أبعاده ,ثقافيا واجتماعيا في جوهره ,يجمع في تحليلاته لمشكلات الحضارة مع وحدتين أساسيتين هما الحضارة والفرد ,الأولى كأوسع وحدة اجتماعية يمكن تحقيق فيها التاريخ والثانية كأصغر وحدة اجتماعية ,فالإنسان هو حجر الأساس لبناء الوحدة الكبرى