Résumé:
الملخص:
إن ديوان اللهب المقدس لم يكن في حاجة إلى قارئ متدخل أو قارئ مبدع بقدر ما كان بحاجة إلى قارئ ذواق ومثقف يتلقف المعنى بحماسة ثائر، متماه في تاريخ البطولات المسجل على صفحاته، ولم يكن هذا القارئ بحاجة أيضا إلى أن يهيم في الدلالات والاحتمالات وهذا العالم التخيلي الغامض – والغير واضح المعالم - التي تدعو إليه جماليات التلقي في تحقيق لأدبيته من خلال خرق النص لآفاق قارئيه.
حقق ديوان ''اللهب المقدس'' التوازن في ذلك، فجمع بين الأصالة والتجديد فلم يخرق الآفاق لدرجة التعدد الدلالي ولم يتقوقع لغويا ضمن إطار المألوف. يقول ''رويبي صالح'' في جريدة الجمهورية بتاريخ: 16/03/1986 من كتاب كلمات لمحمد عيسى وموسى في صفحته التاسعة: ((..مفدي زكرياء يبقى رصيده الشعري هو الوثيقة الإبداعية للوصول إلى ماله وما عليه، وعملية استنطاق الرصيد الشعري تختلف من قارئ لآخر، ومن ناقد لآخر.)). بهذا فإن عملية قراءة الديوان كانت عبارة عن عملية استنطاق لحمولاته الفكرية والفنية، وإعادة تكوين لأفق انتظاره من قبل قارئيه واستحضار لتاريخ هذه الحقبة من الزمن.
وأصل في الأخير إلى أن نظرات التلقي وجمالياته تلقي الضوء على الكثير من جماليات النص وأدبيته، غير أنها لا تعطيه حق التوافق الأفقي الذي يسم الكثير غير من الأعمال الكلاسيكية الناجحة والتي أثبت نجاحها على الرغم من كل العقبات