Abstract:
نشهد اليوم انبثاق مفهوم الديمقراطية التشاركية، التي تعتبر شكل من أشكال تقاسم السلطة وممارستها بدرجات متفاوتة، على أساس تعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار بجميع أنواعه لتولي زمام الأمور وتسيير شؤون الحياة العامة في جميع المجالات، لا سيما مجال تخطيط المدن.
تميل هذه الدراسة إلى أن تكون مساهمة في البحث العلمي المتعلق بمجال تسيير المدينة وما يحتاجه من عنايةٍ أكثر، خاصة من حيث التكفل بإشكالية أدوات التخطيط المجالي والحضري على المستوى المحلي وما يرتبط بها من إشكالات فرعية، والتحكم في أدائها بما يساير التطور السريع للعمران وإحداث تنمية عمرانية مستدامة.
الدراسة نفسها تهدف إلى تفسير ظاهرة الفشل المتكرر التي شهدتها مخططات شغل الأراضي في مدينة حمام الضلعة، مع التأكيد على أهمية إجراءات "التسيير الجواري" و "المسار التشاركي" أثناء إعدادها وتنفيذها ومدى الاهتمام بمسألة الحكامة في خلق نظام عمراني جديد منشأ بطريقة ديمقراطية تهتم بانشغالات المواطن وتعمل للمصلحة العامة.
للوصول إلى أهداف البحث تم استخدام عدة مناهج كالمنهج الوصفي: المستخدم لتبسيط وتفكيك دراسة الوحدات البحثية ومنهج البحث الميداني: من أجل جمع البيانات الأولية وفهم الحقائق الخاصة بالوضع الموجود والمحددة للموضوع المستهدف؛ أما بالنسبة لأداة دراسة الحالة: فقد أتاح استخدامها لدراسة وتقديم مدينة حمام الضلعة كمثال حي لبقية المدن.
أخيرا أسفر البحث عن العديد من النتائج أهمها: إبراز الواقع الذي يمكن أن يحدثه المسار التشاركي للمواطنين(الإشهار والإعلام،التنسيق والتشاور) في نجاعة أدوات التخطيط والتهيئة العمرانية وفي صنع مختلف البرامج التنموية وتنفيذها وتقييمها بصفة منظمة ومنسجمة. وعلى ضوء النتائج تقدم الباحث باقتراحات تتمثل في وضع:
أ- إطار مؤسساتي يعمل على تدعيم سياسة القرب وبروز المواطنين والمجتمع المدني فاعلين رئيسيين في مشاريع التنمية الحضرية.
ب- إطار مالي يحدد وسائل الإنجاز ومساهمة الفاعلين .
ج- إطار تنظيمي يسهل التدخلات لصالح المواطنين وتعزيز المقاربة التشاركية في إعداد أدوات التخطيط والتهيئة العمرانية وتنفيذها.
